تكثر الأحداث التي تأخذ المنحى العنصري في لبنان، خاصة في الآونة الأخيرة، وقد لا يكون حادث حرق مخيّم المنية هو الأوّل من نوعه وحتمًا لن يكون الأخير، إلّا أنّه تجلٍّ لثقافة منتشرة عند بعض اللّبنانيين، تخمّرت حتى أنتجت كراهية قد تصل إلى حدّ الإجرام.
ففي لبنان يُقال “الشغيل السوري” لكلّ عامل و “الخادمة الأثيوبية” لكلّ مدبّرة منزل، فلم إقحام جنسية هؤلاء عند ذكرهم؟ وما الفائدة؟ لا فائدة سوى أنّنا اعتدنا على وسمهم بجنسياتهم حتى بتنا لا نستطيع تصوّر أثيوبية بدون وِزرَة ولا سوريًا من دون معولٍ ولا مصريًا من دون الزي المخصص لمحطات البنزين. نوسم جنسياتهم بصورة نمطية مسيئة، ونحن في ذلك لا نوسم سوى أنفسنا بالتمييز والعنصرية.
عند وقوع جريمة ويُصادف أن المرتكب يحمل الجنسية السورية أو المصرية، يتناول المواطنون والمؤسسات الإعلامية الخبر قبل انتهاء التحقيق، فيُقال “المجرم السوري” أو “المُجرم المصري”، علمًا أنّ الجميع مُتَّفِق أن المجرم لا طائفة ولا جنسية له، هو مجرم وفقط مجرم بمعزل عن انتماءاته.
بعيدًا عن التعميم، ولأنّ حلّ أي مشكلة يبدأ بالاعتراف بوجودها، فإنّ العنصرية في لبنان واقع يحتاج إلى معالجة، كي لا نقع بـ “سياسة النعامة”.
اعداد وتقديم: رامي وهاب
مونتاج: سكينة حويلا
تصوير: سيزار عمرو