منوعات

الياس الرحباني دُفن أمس في جنازة عائلية بعيدًا عن الإعلام

مساء الرابع من كانون الثاني 2021 كانت كنيسة مار الياس أنطلياس على موعد مع جنازة عظيم من بلادي، وأمام رهبة موته اللّامحدودة، ساد الخشوع في الكنيسة، فلا صوت يُسمع سوى لحن الموت الجنائزيّ.

كعادته، وصل الياس الرحباني من دون أن يتأخّر عن الموعد. نعشه، المُزركش بألحانٍ ملائكية، سُجّي بخفر أمام مذبح الكنيسة، مُستقبلاً الصلاة الربّانية بخشوع زادَه رَهبة وجودُ عائلته الصغيرة إلى جانبه، هي التي لم تتركه يوماً منذ ألق شبابه حتى آخر ثوانيه.

وبما أنّه كان شغوفاً بالألحان الكنسيّة، وخصوصاً لحن الموت، لِما يحمل في طيّاته من حُنو وأنفة، فقد واكبه هذا اللّحن حتى مثواه الأخير في مدينته الحبيبة أنطلياس.

هناك، وقفت عائلتُه لتُلقي على نعشه نظرات الوداع الأخيرة… وهناك أيضاً سوف يزوره لاحقًا مئات المحبين ليتلو آيات المحبّة أمام نعش الياس الرحباني، العبقريّ الذي ما فارقت الابتسامة محيّاه حتى في أحلك أيام مرضه وأوجعها…

الياس الرحباني: نودّعك على خَفر وعطش… ونلتقيك على لحن وأغنية.

 

طوني طراد

 

طوني طراد

كاتب وصحافي لبناني. حائز على ماجستير في اللغة العربية من الجامعة اللبنانية. صدر له عدة دراسات سياسية وأدبية ابرزها كتاب "صورة المرأة في شعر ميشال طراد".

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى