ميديا وفنون

خانته ذاكرته في ظهوره الأخير فاعتكف… وداعاً الياس الرحباني

بعد صراع مع المرض، رحل الفنان الكبير الياس الرحباني عن عمر يناهز الـ83 عاماً.

وذكرت وسائل إعلام محلية أنّ الموسيقار الكبير رحل جراء مضاعفات إصابته بفيروس كورونا، وقد حاول “أحوال” الاتصال بابنه غسان للتأكد من الخبر، إلا أنّ غسان لم يجب على هاتفه.

الياس الرحباني في سطور

الياس هو ثالث الإخوة رحباني وأصغرهم، أحب الموسيقى بعد أن تعرّف عليها من خلال أخويه عاصي ومنصور الرحباني، ودرسها في الأكاديمية اللبنانية (1945 – 1958) والمعهد الوطني للموسيقى (1955 – 1956)، إضافة إلى تلقيه دروساً خاصة لعشرة أعوام، تحت إشراف أساتذة فرنسيين في الموسيقى.

في التاسعة عشرة من عمره (1957) أراد التوجّه إلى روسيا ليكمل دراسته، إلا أنّ إصابةً في يده اليمنى منعته من ذلك. وكان تلاشي الحلم صدمة عظيمة بالنسبة إليه. وقد تخلى أستاذه عن تعليمه. لكنه صمّم على المتابعة بيده اليسرى، ووجّه اهتمامه إلى مجال التأليف الموسيقي.

وفي العشرين من عمره (1958) استدعته إذاعة BBC البريطانية بفرعها في لبنان وتعاقدت معه على تلحين 40 أغنية و13 برنامجاً، فكان ذلك أول عمل رسمي له بأجر بلغ 3900 ليرة لبنانية.

كان عام 1962 محطة رئيسة في حياته؛ فقد بدأ فيه التعاون مع المغنّين المعروفين، بأغنية “ما أحلاها” للمغني نصري شمس الدين، وبدأ العمل كمخرج ومستشار موسيقي في إذاعة لبنان، وتعرّف على حبيبته نينا خليل وتزوجها.

بقي في إذاعة لبنان حتى 1972، واشتغل أيضاً منتج موسيقي لدى شركات منتجة للإسطوانات. في 1976 سافر مع عائلته إلى باريس.

قدّم للعالم مئات من الأعمال الموسيقية، أسهمت في ثراء ورقيّ الفنون العربية خلال القرن العشرين.

تلقى العديد من الجوائز، منها: جائزة مسابقة شبابية في الموسيقى الكلاسيكية 1964، جائزة عن مقطوعة La Guerre Est Finie في مهرجان أثينا عام 1970، شهادة السينما في المهرجان الدولي للفيلم الإعلاني في البندقية عام 1977، الجائزة الثانية في مهرجان لندن الدولي للإعلان عام 1995، الجائزة الأولى في روستوك بألمانيا عن أغنية Mory، وجوائز في البرازيل واليونان وبلغاريا. وعام 2000 كرّمته جامعة بارينغتون في واشنطن بدكتوراه فخرية، وكذلك جامعة أستورياس في إسبانيا.

نُصّب عميداً لأكاديمية روتانا لتعليم الغناء، حين تأسيسها في 2004؛ لكنه استقال منها بعد مدة قصيرة، بمبرر أن قرارات اتخذت بدون استشارته.

كان من أعضاء شرف الموسمين 10 و11 من برنامج ستار أكاديمي (للتعليق على الأداء)؛ وقد كان سابقاً من أعضاء لجنة تحكيم برنامج سوبر ستار (أراب آيدول).

لحّن أكثر من 2500 أغنية ومعزوفة، نحو 2000 منها عربية. وألّف موسيقى تصويرية لخمسة وعشرين فيلماً، منها أفلام مصرية، وأيضا لمسلسلات، ومعزوفات كلاسيكية على البيانو. من أشهرها موسيقى فيلم “دمي ودموعي وابتسامتي” وفيلم “حبيبتي” وفيلم “أجمل ايام حياتي” ومسلسل “عازف الليل”.

ومن أعماله ألحان وكلمات عدد من أشهر أغاني الفنانة فيروز. كذلك لحّن إلياس العديد من أغاني الفنانة صباح، مثل “كيف حالك يا أسمر”، “شفته بالقناطر”، “ياهلي يابا”. وغنى من ألحانه الفنانون وديع الصافي، ملحم بركات، نصري شمس الدين، وماجدة الرومي. كما تعاون مع عدد من مغني جيل أحدث، منهم جوليا بطرس وباسكال صقر.

أنتج وألَّف عدة مسرحيات، منها: وادي شمسين، سفرة الأحلام، إيلا.

وفي مجال الشعر، صدر له كتاب نافذة العمر، عام 1996.

في 2001 قدّم نشيد الفرانكفونية كتحية لـ52 بلداً شارك في القمة الفرانكفونية التي عقدت في لبنان.

في 2005 صدرت أغنية بدي عيش التي كتبها ولحنها ووزعها موسيقياً للفنانة هيفاء وهبي، وقد حظي بالكثير من الانتقادات، ليعود بعدها ويلحّن أغانٍ لعارضة الأزياء ميريام كلينك، وقد برّر يومها تقديمه تنازلات بحجّة أنّه يريد أن يعيش، بعد أن ضاقت به سبل الحياة، ولم يعد يشتري الفنانون ألحانه بحجّة أنّها غالية الثمن.

آخر ظهور له كان في برنامج “ستار أكاديمي” يومها نسي اسم عبد الحليم حافظ لدى قيام مشترك بالغناء له، وعندما تساءل عن اسمه، شنّت صحف مصرية عليه هجوماً، فردّ عليها بالقول إنّه رجل كبير في السن وذاكرته باتت تخونه، وبعدها لم يعد يظهر الرحباني على شاشة التلفزيون، ليطوي اليوم مسيرة حافلة بالنجاحات، ويخلد اسمه واحداً من فناني الزمن الجميل.

 

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى