منوعات

جفاء بين بكركي وبعبدا… الراعي يستأنف مسعاه بداية العام

“معيبٌ أن يبدأ العام من دون تشكيل حكومة تنكب على العمل، ومعيب على المعطّلين التعاطي بالشأن اللّبناني كأنّه حجر من أحجار شطرنج الشرق الأوسط أو الدول الكبرى”، بهذه الكلمات تناول البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ملفّ الحكومة في عظة قداس رأس السنة. هذا الموقف جاء منسجمًا مع مواقفه السابقة لا بل كان أكثر حدّة.

منذ أسبوع تحديدًا غاب رئيس الجمهورية ميشال عون عن قدّاس الميلاد في بكركي في سابقة، وكان العذر هو وباء كورونا الذي تتضاعف أعداد المصابين به في الآونة الأخيرة، إلّا أنّ غياب عون عن بكركي لم يكن وقعه جيّدًا.

مصادر بكركي تقول إنّ غياب عون حاول التيار الوطي الحر أن يملأه عبر زيارة عدد من الشخصيات التابعة للتيار الصرحَ، ولكن ذلك لم ينجح في تغيير العتب البطريركي غير المعلن على الرئاسة الأولى.

وإن كانت العلاقة بين الموقعين على مرّ التاريخ غالبًا ما تمرّ بصراع على قيادة الموارنة إن صحّ التعبير، يبقى الالتزام بالحد الأدنى من اللّياقات بين القصر الجمهوري والصرح البطريركي ثابتًا في كلّ العهود.

غير أنّ هذا العهد ليس كغيره. فالرئيس الماروني هذه المرّة قرّر أن يضيف إلى موقعه صفة الأبوّة التي غالبًا ما تكون محفوظة للبطريرك الماروني.

غياب عون عن بكركي لم يكن وقعه جيّدًا

قبل ساعات من رأس السنة زار مستشار الرئيس عون الوزير السابق سليم جريصاتي بكركي والتقى الراعي. وأشارت معلومات “أحوال” إلى أنّ الموعد أخذه جريصاتي قبل أربعة أيّام لمعايدة البطريرك ولم يكن في بكركي موفدًا رسميًا من رئيس الجمهورية. إنّما ذلك لا يعني أنّه لم يحمل رسائل من بعبدا إلى بكركي. الرسائل هي هي. لا يزال الحديث في بعبدا يتمحور حول ضرورة اعتماد وحدة المعايير في تشكيل الحكومة وتسمية رئيس الجمهورية للوزراء المسيحيين.

إلى ذلك، أكّدت مصادر بكركي لـ “أحوال” أنّ ما حُكِيَ عن شكوى بكركي من الرئيسين عون والحريري لعدم إطلاعها على حقيقة الخلافات بينهما عار عن الصحة. وإن كان لبكركي نوعٌ من العتب على السياسيين لعدم ذهابهم إلى تشكيل حكومة إلّا أنّها لن تقطع صلات الوصل مع بعبدا وقريطم. بل سيستكمل الراعي المسعى الذي بدأه لمحاولة حلحلة العقد الحكومية.

وفي كواليس الكلام أمام البطريرك من أهل بيت الوسط أنّ المشكلة بدأت منذ إعلان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أنّه لا يريد شيئًا من هذه الحكومة وأنّه يترك التفاوض في تشكيلها لرئيس الجمهورية. إلّا أنّه عندما بدأ التفاوض عاد باسيل عن قراره ليحبط أي اتفاق مع رئيس الجمهورية. ويضيف كلام الكواليس أنّ الحصة المسيحية في هذه الحكومة تعتبر حصّة وازنة جدًا لأنّها تضمّ حقائب وازنة، الدفاع والداخلية والطاقة والاتصالات والتربية والصناعة والاقتصاد والثقافة والشباب والرياضة والإعلام. وبالتالي هكذا ترد كواليس بيت الوسط في دار البطريرك على اتّهامها بتسمية الحصة المسيحية في المقابل لا يزال باسيل يطالب باعتماد وحدة المعايير في تسمية الوزراء، لا سيّما أنّ الحريري سبق أن تفاهم مع ثنائي الحزب والحركة على الحصّة والأسماء الشيعية وهو سمّى الأسماء السنّة فلماذا لا يكون كذلك مع الحصة المسيحية.

سيستكمل الراعي المسعى الذي بدأه لمحاولة حلحلة العقد الحكومية

سيدخل الراعي على خط الفريقين مجدّدًا في الأيام المقبلة محاولًا خرق الجدار بينهما وإن كان يدرك أنّ ثمّة ما هو أكبر من المطبّات الداخلية يتحكّم بسياق تشكيل الحكومة. وهو ما أشار إليه في عظته يوم الدمعة لمناسبة رأس السنة. هل ينجح مسعى البطريرك؟ هو نفسه يدرك أنّه قد لا ينجح ولكنّه لن يتوقف عن المحاولة.

 

جوزفين ديب

جوزفين ديب

اعلامية ومقدمة برامج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى