حصاد 2020 دراميًا وموسيقيًا… بين النجاح والفشل والانتشار
حملت سنة 2020 الكثير من المتغيرات على كلّ الأصعدة، غير السياسية والاقتصاد، كان للفن والدراما والموسيقى دور متفاوت النجاح والشهرة.
للاطلاع على آراء الحالة الفنية بين النجاح والانتشار أو الفشل، استفتت “أحوال” بعض النقّاد والإعلاميين اللّبنانيين والعرب حول حصاد العام للأعمال الدرامية والغنائية.
جهاد أيوب: تفصيل نقدي
تحدّث الناقد والإعلامي جهاد أيوب بكل صراحة وتفصيل، وأشار إلى أنّ عام 2020 هو عام السقوط من كل النواحي السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية، وغياب نجوم الفن.
كان السقوط في الفن واضحًا جراء إصابة الإنتاج العربي بكورونا ما أوصلها إلى العزلة، وأوصلنا إلى عزلها.
في الغناء لا شيء يذكر أو يستحق أن نقف عنده، ولكن الكبير محمد عبده في منتصف الشهر الأخير من نهاية العام قدّم حدثًا فنيًا بأغنية “الحرف” كانت أغنية متميّزة مع ملاحظة أنّ التوقيت لم يكن لصالحها.
أمّا في المسرح فهناك حالة من الغيبوبة قاحلة عربيًا. أمّا في السينما لا شيء يستحق عناء الكتابة والمراقبة، والحال نفسه موسيقيًا إذ لا توجد تجارب تحسب.
وعلى صعيد الدراما، يرى جهاد أيوب أنّ ما يشغل الفضاء والسياسة العربية نستطيع القول جهود مسلوقة، وتنظير غلب على الإبداع، واللّعبة الاستغلالية السياسية قيّدت الانتشار، وقوقعت التواصل وخلقت جدلية، وفرضت التشتت، وسجنت الانتشار، وكان للحقد السياسي والحقد الاجتماعي المناطقي حضور المتابعة على حساب الجودة، لذلك شهد العام في الدراما الكثير من الأعمال الضعيفة وسيّئة التنفيذ.
ويرى أنّ الأفضل نوعًا ما رغم التحفظ “إم هارون”، “حارس القدس”، “هوس”، “مقابلة مع السيد أدم”، و”ع اسمك”.
فيما اعتبر أنّ أفضل مخرج درامي تلفزيوني هو مجدي السديري عن النحات، ويوجد عشرات المخرجين يستحقون لقب الأسوأ. وأفضل كاتب نص تلفزيوني علاء حمزة عن “شغف”، ومحمد أنور عن ” محمد علي رود”، وللأسف أكثر من مئة!
ويرى أنّ أفضل ممثلة أمل بوشوشة عن ” النحات”، و دلال عبد العزيز عن ” فلانتينو”، وأفضل ممثل سلوم حداد عن سوق الحرير، وباسم مغنية عن “سر”، وليليان نمري عن “ع اسمك”.
ولا ننسى موسيقى تصويرية وأفضلها لفادي مارديني عن “النحات”، وراكان عن “في ذاكرة الظل”، وإياد الريماوي عن “أولاد آدم”، وعمرو اسماعيل عن “فرصة تانية”، و”مقابلة مع السيد أدم”.
وإذ تلفته الأزياء لهذه السنة يرى أنّ أفضلها لحكمت داوود عن “سوق الحرير”. أما أفضل ديكور فكان لعلاء صبري عن “سوق الحرير”، و”حرملك 2″، وصلاح زماني عن “محمد علي رود”.
نضال الأحمدية: لا صناعة درامية
لم ترّ الإعلامية نضال الأحمدية أنّ هذا العام تمكّن أي فنان من تحقيق أي أغنية ضاربة “هيت” كما في السابق مثل اغنيتي “تلاث دقات” لأبو و”صدفة” لزياد برجي. لذا وكلبنانية تعتبر أنّ الأغنيات الأفضل كانت من نصيب كل ما خص بيروت ولبنان.
أمّا على صعيد الدراما ترى الأحمدية أنّ بمعظمها فاشل، وسبب فشل الأعمال الدرامية العربية بما فيها السينما والمسرح يعود إلى عدم قدرة العربي على فهم أنّ الدراما صناعة وليست وجاهة وتجارة فقط. إذ ليس لدينا صناعة دراما في العرب. يعني ليس لدينا مصنع كهوليود وتركيا والهند، والآن دخلت أوروبا لتتميّز إسبانيا على الجميع تليها إيطاليا وبعض محاولات دول العالم الثالث الغربي.
وتتأسّف الأحمدية أنّ عمل واحد نجح في عام 2020 وهو “البرنس” والبرنس الحقيقي فيه كان المخرج والمؤلف محمد سامي. النجاح او الفشل مسؤولية المخرج لأنّه ربان السفينة من ألفها إلى يائها.
جمال فياض: الصبّاح هو الأفضل
أمّا الناقد والإعلامي د. جمال فياض فيؤيد الرأي ويعتبر أنّ مسلسل “البرنس” بطولة محمد رمضان، والذي عرض في شهر رمضان 2020، كان جميل ومشوّق للغاية وحواره متمكن ومشغول في شكل جيّد، وقد لاقى جماهيرية كبيرة.
كما يعتبر فياض مسلسل الهيبة الذي عرض بعد شهر رمضان هو الأهم ويقول: “لم نرَ في “الهيبة” تتمّة بل استكمالًا بطريقة مشوّقة أدخل فيها الصبّاح عناصر جديدة جدّية أعطت المسلسل فكرة جذّابة للمتابعة.
أمّا عن الأعمال الغنائية فيرى فياض أنّها تعاني من مشكلة: “لم أجد إلّا أغاني حسين الجسمي تصل إلى الناس وتلقى استحسانهم، وطبعًا وللأسف أغاني المهرجان مثل “سكر محلي على كريما”، وهي أغاني الشباب في مصر”، مضيفًا “أغنية سعد المجرد “عدى الكلام” جميلة جدًا، ولكن في شكل عام لم أجد أغنية تبهرني من المطربين المحترفين ولا الشباب، للأسف عالم الأغنية صار ضعيفًأ، قد يمر فيها أغنية جميلة ولكن ليس على مستوى الاحتراف.
محمد حجازي: نجومية الكورونا
تخطى الناقد والإعلامي محمد حجازي حدود لبنان في رؤيته، لأنّه كما يقول: “لم أجد عملًا غنائيًا مميّزًا في لبنان في شكل عام، أمّا عربيًا يمكن أن نرى أعمالًا متفرقة، فعلى سبيل المثال أغنية حسين الجسمي الذي قدّم أغنية “طبطبة” والتي انتشرت في شكل غير مسبوق، وعمرو دياب في أغنية “أماكن السهر” وتامر حسني في أغنية “ما بطلناش إحساس”.
إلّا أنّ كورونا سيطرت على الأجواء، وكانت هي الأشهر عالميًا، ولم تدع مجالًا لأحد ليبدع أو يقدم عملًا مميزًا، كورونا عملت عملية عزل للعالم في شكل خطير، وهناك كثر قدّموا أغنيات سارعوا ليسجّلوا أغنيات دعمًا لضحايا المرفأ، وبرأيي كلّها لم يكن لها داعٍ، وحتى أعمال يتحدثون فيها عن كورونا لم يكن منها طائل، البعض حاول تقديم أغنيات عاطفية في ألبومات جديدة لم أرَ لها من داعٍ سواء إليسا أو عاصي الذي حاول غير مرّة إلّا أنّه قدّم نسخة عمّا قدمه سابقًا، وهذه مشكلة حقيقية.
أمّا على صعيد الدراما يرى حجازي أنّ كل عمل الذي قدّمه صادق الصباح كان له صدى كبير في العالم العربي، فعمله لا يقتصر على لبنان فقط بل تخطى العالم العربي.
هلا المر: الشاب خالد الأفضل
خرجت الإعلامية هلا المر عن نطاق لبنان في الأعمال الغنائية إذ لفتتها أغنية الشاب خالد لفتتني elle s’appele Beyrouth لما فيها من جمال في الكلمة والموسيقى، وخصوصًا أنّها جاءت على خلفية انفجار المرفأ، الشاب خالد لا يجامل، فهو من غير بلد ويغني لبيروت وكلماتها جميلة جدًا، بالإضافة إلى صوته الجميل. الأغنية أعطتنا معنويات كلبنانيين.
أمّا على صعيد المسلسلات، تضيف المر، بالتأكيد لفتني الهيبة الرد، “مسلسل رائع” لا يروي حكاية غرام بقدر ما هو حكاية “جبل” الذي ينسّق عمله مع الأمن. يخبرنا المسلسل مدى تعلّق جبل بقريته وأهلها، بدورها قدّمت ديما قندلفت دورًا رائعًا، ولا ننسى على رأس فريق العمل منى واصف، وكذلك عادل كرم فقد كان إضافة إلى العمل إذ مثّل دوره بجدارة ما يثبت قدرته التمثيلية.
فايز الكنعاني: مقومات النجاح قليلة
يرى الناقد والمخرج العراقي فايز الكنعاني أن الأعمال الفنية عامة خلال عام 2020 لم تشهد انتشارًا واسعًا ولم يكن لديها كل مقومات النجاح، ربما بسبب جائحة كورونا التي أثارت اهتمام العالم كلّه، ولم تعطِ فرصة لإنتاجات مدروسة إلّا باستثناءات قليلة، مع أنّ العالم العربي شهد طفرة إنتاجية إلّا أنّ اللّافت على الصعيد الدرامي كان مسلسل “البرنس” بطولة محمد رمضان والذي حمل مواصفات العمل الناجح المتقن على كلّ الأصعدة انطلاقًا من الحبكة الدرامية والإنتاج وإدارة الممثلين، وحتّى التوزيع والترويج. ما أعطى العمل انتشارًا تخطّى كل الحدود.
على صعيد الأغنية يرى الكنعاني أنّ الأعمال الموسيقية كثيرة لكنّها لم تعلق في أذهان الناس على رغم انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية، منها ما شهد حالة متابعة خجولة ومنها ما اعتبر أقل من المطلوب، وأيضًا تبقى هناك استثناءات ومنها أغنية الفنان سعد المجرد “عدى الكلام” التي وصلت بسرعة إلى الناس لما تملكه من مقومات الأغنية الناجحة، كلماتٍ وألحانًا وصوتًا.
سناء الشيخ: الإنتاجات المصرية كثيرة
تعتبر السيناريست والناقدة المصرية سناء الشيخ أنّ الانتاجات العربية كثيرة وخصوصًا المصرية، والسبب انتشار المحطات التلفزيونية ومنصات العرض الالكتروني، “لم يعد يقتصر اهتمام المشاهد على شهر رمضان المبارك فقط، بل بات يتابع الأعمال في أي وقت وفي أي مكان”.
وتقول الشيخ: على صعيد الانتشار والنجاح فقد لفتني نجاح مسلسل “ونحب تاني ليه” إخراج مصطفى فكري وسناريو وحوار عمرو محمود ياسين وبطولة ياسمين عبدالعزيز وشريف منير وكريم فهمي، مشيرةً إلى أنّ نجاح هذا العمل يقاس بحبكة القصة وسياق التسلسل الدرامي، بالإضافة إلى اختيار الأبطال وانسجام الشخصيات، ورؤية المخرج الإبداعية التي جعلت العمل في أعلى مستوى.
أمّا موسيقيًا، تضيف الشيخ، أرشّح أغنية “حياتي مش تمام” لرامي صبري التي تكاملت فيها عناصر النجاح، من خلال الكلمة واللّحن وأداء رامي الرائع، خصوصًا أنّ الأغنية تحمل معانيَ كثيرةً مما يعاني منه الإنسان في حياته.
هناء حاج