نجوم لبنان قَبِلوا “التحدّي الاقتصادي”.. حفل رأس السنة قائم والأسعار “مدروسة”
رغم الظروف الاستثنائية التي عاشها لبنان عام 2020، وبالرغم من الأزمات التي واجهتها البلاد على كافة الأصعدة والتي تسببت بانهيار معظم القطاعات، أبرزها الاقتصادية والسياحية والصحية، إلا أن القدرة على تنظيم حفلات رأس السنة لم تختفِ، خصوصًا أن هذه الحفلات باتت المتنفّس الوحيد وربما الأخير لأبناء بلد أغرقته “الويلات”، على أمل أن يكون العام الجديد أكثر رأفة من الذي سبقه.
ورغم صعوبة الظروف الراهنة، إلا أن هناك إصرار من قِبل الفنانين اللبنانيين على إقامة حفلات رأس السنة، حيث يستعد نجوم لبنانيون من الصف الأول، أمثال عاصي الحلاني، نادر الأتات، ملحم زين، ناجي الأسطا، آدم وجوزيف عطية وغيرهم، لإحياء الحفلات في فنادق ومنتجعات لبنان، بأسعار مدروسة للبطاقات تراعي الوضع المادي للمواطنين، إلى جانب الالتزام بكافة الشروط والتدابير الصحية اللازمة للوقاية من فيروس كورونا.
وفي هذا الإطار، يوضح مدير أعمال الفنان ملحم زين، طوني عازار، في حديث لـ”أحوال”، أنّ زين بالدرجة الأولى هو ابن هذا البلد واعتاد إقامة ما لا يقل عن 20 حفلًا في مهرجانات صيف لبنان سنويًا، “إلا أنّ هذا العام وبسبب انتشار فيروس كورونا، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية، لم نتمكّن من إقامة حفلات هنا، لذلك رفضنا كافة العروض التي حصلنا عليها لإقامة الحفل في الخارج، وارتأينا أن يكون حفل رأس السنة هذا العام في لبنان”.
ويشرح عازار: “رغم أن ربحنا لن يتجاوز نسبة الـ30% مما كنا سنجنيه في الخارج، لكننا فضّلنا إقامة الحفل في بلدنا لعدّة أسباب، أهمّها ثقتنا بإدارة الفنادق اللبنانية وحرصها على تطبيق الشروط الصحية، بالإضافة إلى رغبتنا بتحريك العجلة الاقتصادية في البلد خصوصًا بعد أن أقفلت بعض الدول العربية كالعراق وسوريا بلادها أيام الأعياد، ما سيجذب السياح العرب إلى لبنان”، مشددًا على أن أسعار البطاقات مدروسة وترضي جميع الأذواق والطبقات.
من جهته، يتوافق مدير أعمال الفنان عاصي الحلاني، ماجد الحلاني، مع ما ذكره عازار من ناحية جذب السياح العرب وإعادة اللبنانيين المغتربين إلى بلدهم، مشيرًا في حديث لـ”أحوال”، إلى أن وظيفة الفنان تكمن في إسعاد الناس ونشر الفرح والطاقة الإيجابية من جهة، وتأمين المال له ولعائلته من جهة أخرى، “حتى ولو أن الربح المادي هذا العام سيكون أقل بكثير من السنوات الماضية، إلا أن الأهم اليوم تحريك العجلة الاقتصادية في البلد وإعادة إحياء أجواء الفرح والأعياد”.
في المقابل، يلفت الحلاني إلى أنّ على الجميع اليوم التأقلم مع عدم وجود الدولار والتعامل بالعملة الوطنية، وهذا ما يقوم به الفنانون اللبنانيون، حيث أن البطاقات تُباع هذا العام بالليرة اللبنانية وتتراوح أسعارها بين 800 ألف ومليونين ليرة لبنانية، أي بين الـ100$ والـ250$ وفقًا لسعر صرف السوق السوداء، “وهو أمر مقبول جدًا بالنسبة إلى فندق 5 نجوم، كما أنّ هذا الحفل سيشغّل ما لا يقل عن 500 عائلة، بدءا من الفرقة الموسيقية وموظفي الإضاءة وصولًا إلى موظفي الفندق وحرّاس الأمن، ولا ننسى صالونات التجميل ومحال الألبسة وكذلك سيارات الأجرة، الأمر الذي حتمًا سيحرّك الاقتصاد في البلد”، يقول الحلاني.
إذًا، هي مبادرات فردية لنجوم قد تعفيهم أسماءهم وشهرتهم من خوض تحديات كهذه، ولكن بدل البقاء في بيوتهم والاحتفال مع عائلاتهم، فضّلوا خوض التحدي الاقتصادي بقرارٍ “جريء”، إيمانًا منهم بهذا البلد الذي لطالما كان كريمًا معهم. فحفل كهذا قد يحرّك ولو جزءًا بسيطًا من العجلة الاقتصادية، ومن المؤكّد أنه سيعيد صورة لبنان “الأصلية” إلى أذهان شعبه ومحبيه.
باولا عطيّة