قبل رحلة الجحيم.. نداء من الصحافي نضال معلوف الى “أهله السنة” في سوريا

وجه الصحافي نضال معلوف نداء الى أهله السنة في سوريا، دعاهم فيها الى تحويل الخطاب من خطاب عداء وكراهية ، الى خطاب وطني جامع، ولفت الى ان “المطلوب ان تضموا باقي المكونات الى مسيرة بناء الدولة السورية الجديدة”.
وجاء في نداء معلوف ما يلي:
الى اهلي “السنة” في سوريا الاعزاء ..
تنحو التطورات في الايام الاخيرة منحى خطير سيكون له اثار كارثية على مدن ذات غالبية سنية اذا استمرت الامور في الاتجاه الذي تمضي فيه.
موجة تخوين واسعة تقودها وسائل اعلام خليجية وتنساق ورائها وسائل اعلام محلية رسمية وغير ورسمية ويغذي هذه الموجة مؤثرين “محسوبين” على الاكثرية والادارة الجديدة.
انا اعمل بالاعلام منذ 25 عاما ، التعميم الذي اراه في وسائل الاعلام الخليجية بوصف مكونات بكاملها بصفات ، العمالة ، الفلول ، الانفصاليين ، ليس امرا بريئا.
والانجرار او التماهي مع هذه السياسة من قبل السلطات السورية ممثلة في مؤثريها ووسائل اعلامها امر في غاية الخطورة.
يوم امس سمعت احد المؤثرين الشهيرين يقول بان هناك تنسيق بين الهجري وقسد وغزال غزال من غرفة عمليات مشتركة من تل ابيب!!
ماذا يعني الاخذ بهذا السيناريو؟
لم ولن تستطيع ادارة الشرع اخضاع كل المكونات بالقوة والاجبار، وان حصل واخضعت البعض لبعض الوقت لن تستطيع ابدا اخضاع الجميع لكل الوقت.
فاذا ماذا يبقى لدينا من احتمالات ؟
ماذا يبقى لنا من تبني خطاب وممارسات وتعنت لنضع الاكثرية في حالة عداء مع باقي المكونات !! ما هي النتيجة برأيكم ؟
ساقول لكم ..
مع وجود معظم هذه المكونات خارج سيطرة ادارة الشرع ، ومع وجود قرارات دولية واممية وضعت الشرع تحت المجهر ستكون له بالمرصاد في حال ارتكب اي اعمال تقتيل او ابادة بحق هذه المكونات ، ستنفصل هذه المكونات بالارض التي تسيطر عليها عن المركز.
لن يكون هناك حدود جغرافية بين المناطق وحسب ، الموضوع اخطر من عملية تقسيم .. ، سيكون هناك حدودا من الكراهية والعداء ونار متقدة بالثأر من كل الاطراف.
انظرو الى الخارطة ، اذا نزعنا من مناطق سيطرة “الاكثرية” الجنوب والشمال والساحل .. ماذا سيبتقى لهم ..
كنتون مغلق ، جزيرة معزولة لا تملك لا موارد ولا حدود ولا قدرات ينتشر فيها الفقر ، ذات كثافة سكانية عالية وايديولوجيا مدمرة ، فيما سيكون لباقي المكونات مناطق مفتوحة تسيطر على الحدود البرية والبحرية والموارد ..
سياسة الاخضاع التي تروج لها وسائل الاعلام الخليجية ربما تنفع في دول قبلية ملكية ، نفعت في وقت وظرف مختلف حتى عن وقتنا الراهن.. ولكنها بالتأكيد هي سياسة عقيمة مدمرة في سوريا اليوم ..
تعتقدون بان هذا كلام فيه تهويل ؟
انتم اليوم محاصرون ، انظروا الى الخريطة مرة اخرى ، في الجنوب هناك اسرائيل ، وفي الشمال الشرقي اميركا عبر الوكيل قوات سوريا الديمقراطية وفي الشمال تركيا عبر الوكيل الجيش الوطني ، وفي الساحل روسيا تنتظر الفرصة المناسبة لكي تعزل الساحل بسكانه الذين بات شغلهم الشاغل العمل والسعي للانفصال او الحصول على حكم ذاتي ..؟
كيف يمكن تغيير هذا الواقع برأيكم ..؟
بالتحريض ؟
بالتخوين ؟
بالاستعلاء ..
بالتهديد .. ماذا تملكون لتهددوا به ملايين السوريين وتعاملوهم بالاستعلاء ولغة الاخضاء والاجبار ؟
الرجاء بعض الحكمة في الطرح ..
كيف تفكرون في حكم مناطق فيها “ملايين الخونة” وكيف ستعيشون ويعيشون معكم اصلا ؟
نتيجة هذه السياسة كارثية .. واكبر كارثة ستكون عليكم انتم ..
افتحوا الخرائط .. انظروا من بعيد قليلا للمشهد ، قيموه بالعقل لا بالغرائز .. ستجدون ان كلامي صحيح ..
ما المطلوب ؟
المطلوب ان يتحول الخطاب من خطاب عداء وكراهية ، الى خطاب وطني جامع ، المطلوب ان تضموا باقي المكونات الى مسيرة بناء الدولة السورية الجديدة التي لا يمكن ان تكون الا بقيادتكم انتم ..
يجب ان نفهم ان المنقذ الوحيد لنا في هذه الكارثة ، تشكيل حكومة وحدة وطنية ، وجمع الاطراف على مائدة واحدة وبدء مسار العملية الديمقراطية الجامعة هذا هو طريق الخلاص الوحيد ..
او سيكون المصير رحلة باتجاه واحد الى الجحيم ..



