لفتة إنسانية ووطنية.. المطران سعد يعتذر عن تقبل التهاني بالميلاد

في لفتة تعبّر عن الحسّ الوطني والروحي العميق، أصدر صاحب السيادة المطران أنطونيوس سعد، مطران بصرى حوران وجبل العرب للروم الأرثوذكس، إعلانًا رسميًا يعتذر فيه عن عدم استقبال المهنئين بعيد الميلاد المجيد لهذا العام في دار المطرانية بمدينة السويداء، وذلك احترامًا لأرواح الشهداء الذين ارتقوا في الآونة الأخيرة.

يحمل هذا الإعلان دلالات إنسانية ووطنية عميقة، حيث يعبّر عن تضامن الكنيسة الأرثوذكسية مع آلام الشعب السوري، ويؤكد على أن الفرح يبقى منغصاً لا يكتمل في ظل الحزن الذي يخيم على قلوب الأهالي بفقدان أحبائهم. وقد جاء القرار ليعكس التزام الكنيسة بدورها الروحي والاجتماعي، وحرصها على أن تكون صوتًا للحداد والتأمل في زمن الألم.
المطران أنطونيوس سعد، المعروف بمواقفه الحكيمة والمعتدلة، يوجّه بهذا الإعلان كرسالة صامتة لكنها مؤثرة، مفادها أن الأعياد ليست فقط مظاهر فرح، بل أيضًا لحظات للتضامن والاحترام، خاصة عندما يكون الوطن مثقلًا بالجراح.
هذا الموقف يعكس عمق العلاقة بين الكنيسة والمجتمع السوري بمختلف أطيافه، ويؤكد أن الروحانية الحقيقية لا تنفصل عن الواقع، بل تتفاعل معه وتواسيه. كما يسلّط الضوء على أهمية أن تكون المؤسسات الدينية حاضرة في وجدان الناس، لا فقط في لحظات الفرح، بل أيضًا في أوقات الحزن والمحنة.



