
في مشهدٍ يختزل تناقضات الواقع السوري، تحوّل عيد التحرير في دمشق إلى عرضٍ للفوضى والخرق السيادي، حيث اختلطت الهتافات الحماسية بهدير الطائرات الإسرائيلية، وتحوّلت الاحتفالات إلى ساحة توتر أمني وانفلات شعبي.
طائرات في السماء… وطلقات في الأرض
بينما كان مؤيدو الجولاني يتجمعون في الساحات العامة بالعاصمة دمشق للاحتفال بعيد التحرير المزعوم، لم تتأخر الطائرات الإسرائيلية في تسجيل حضورها “الاستعراضي” عبر اختراق الأجواء السورية، في تحدٍّ صارخ لهم. ومع تحليق الطيران المعادي، دوّت أصوات الرصاص في الهواء، بعضها “احتفالي” من عناصر مسلحة، وبعضها الآخر ناتج عن حالة الذعر التي عمّت المكان.
النتيجة؟ إصابات بين المدنيين، حالة من الفوضى، وفضّ فوري للحفل بعد تصاعد التوتر، في مشهدٍ بدا أقرب إلى فيلم وثائقي عن انهيار الدولة، لا عن احتفال رسمي.
خان أرنبة: الحواجز بدل الزينة
وفي الجنوب السوري، وتحديداً في مدينة خان أرنبة بمحافظة القنيطرة، لم يكن المشهد أقل توتراً. فقد شهدت المدينة صباحاً توغلاً إسرائيلياً مفاجئاً، حيث نصبت القوات الإسرائيلية حواجز عسكرية داخل المدينة، بعد هتافات مناوئة أطلقها عناصر من “جيش الجولاني” خلال احتفالات محلية.
الرد الإسرائيلي جاء سريعاً وحاسماً، في رسالة واضحة بأن أي تعبير عن الرفض الشعبي أو الرمزي لوجودها في الجولان سيُقابل بإجراءات ميدانية مباشرة. كما أفادت مصادر محلية بأن الجيش الإسرائيلي أزال أشجاراً في قرية الرفيد المجاورة، في خطوة وُصفت بأنها “إعادة تموضع” واستعراض للسيطرة.
سيادة مؤجلة… واحتفالات معلّقة
ما حدث في دمشق وخان أرنبة يعكس واقعاً مقلقاً: بأن السيادة السورية لا قيمة لها حتى في وضح النهار، واحتفالات مناصري الجولاني وفصائله لم تعد بمنأى عن التهديدات الخارجية والانفلات الداخلي. فحين تتحوّل الأعياد إلى مسرح للفوضى، وتُخترق الأجواء بلا رد، وتُنصب الحواجز في قلب المدن، يصبح من المشروع التساؤل: هل نحتفل حقاً بالتحرير، أم نعيش وهماً مؤجلاً؟



