أحوال الموحدين

بين القلم والحرمان معجزة التعليم في السويداء تتحدى سياسة التمييز والإرهاب

خاص أحوال ميديا

في زمن التطهير والتمييز المذهبي والديني ومظاهر القسوة الطائفية ضد الآخر المختلف مذهبياً، حيث تُصادر الحقوق وتُبنى الجدران، تظهر معجزة حقيقية لا من قوة السلاح، بل من إرادة القلم، حيث تقف السويداء شامخة بقلم طالبها وإصرار معلمها.

حصار التعليم وتجميد الحقوق
في مشهد من الظلم اعتادوا عليه الاقليات في سوريا، تستمر سلطة الجولاني في حصارها الممنهج ضد السويداء.
فبعد حرمان الطلاب في السويداء من حقهم الطبيعي في التعليم ضمن حصار التي تفرضه سلطة الأمر الواقع، تمارس إجراءات عقابية جماعية بحق كوادر التربية، حيث تحُرمهم من رواتبهم منذ عدة أشهر وذلك كجزء من سياسة عقاب جماعي. فهذا الحصار لم يقتصر على الحقوق المعيشية، بل طال جوهر المستقبل أي الحق في التعليم.

النزاهة تنتصر وسط الأنقاض
رغم هذا الجحيم – جحيم الحصار والإبادة في السويداء – وُلدت معجزة. امتحانات السويداء هذا العام أصبحت قصيدة نضال. تحت قيادة مديرة التربية ليلى جهجاه ورئيس دائرة الامتحانات لقاء غانم، سارت العملية التعليمية بسلاسة ونزاهة منقطعة النظير، بعد أن حوّلوا الظروف النفسية الصعبة التي خلّفتها جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية إلى دافع للانضباط والتفوق.

برسالة من تحت الرماد مفادها أن هذه ليست مجرد امتحانات بل صفعة قوية في وجه ثقافة التمييز الطائفي والفصل الممنهج. بينما تحاول سلطات الأمر الواقع تفكيك النسيج الاجتماعي في مناطق الاقليات عبر الفصل الجماعي من الوظائف بحسب الانتماء المذهبي، وتخنق الحياة في السويداء عبر الحصار، يصر أهل السويداء على بناء جيل جديد وفق قيم النزاهة والعلم والمعرفة التي هي نقيض الجهل والظلام الذي تنتهجه سلطة الأمر الواقع.
السويداء، التي عانت من أبشع جرائم التطهير العرقي على يد نفس السلطة التكفيرية الظلامية، ترد اليوم ليس بالعنوان، بل بورقة امتحان نظيفة، وقلم صادق، وإرادة لا تنكسر.

خلاصة القول:
قصة اليوم قصة مظلومية الدروز الذي يُحاصرون بالتعليم ويُحرم معلموهم من حقوقهم.
لكن في القلب من هذا الظلم ، ينبض أمل واحد، إرادة الإنسان التي ترفض أن تُهزم.
نزاهة امتحانات السويداء هي الرد الحقيقي على كل سياسات الفصل والتمييز والإرهاب وجوهره الحقيقي أنه مهما بلغ الظلم من مدى، فإن إرادة الحياة والعدالة ستبقى أقوى.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى