سياسة

” القرار في سوريا بيد الهجري وعبدي.. والحصار يطبق على الجولاني”

من الساحل السوري حيث تعانق البحر الجبال، إلى الجنوب حيث بطون الأودية وحكايات الثوار، وصولاً إلى الشمال حيث تعقد الخيوط وتنفرد المقادير، تتشكل خريطة سوريا الجديدة في غرف مغلقة بعيدة عن ضجيج المعارك. ليست القرارات اليوم بيد من يحملون السلاح ظاهراً، بل بيد من كسروا مشروع “الإرهاب التكفيري” وأصبحوا المفاتيح الحقيقية لأي تسوية. هم رجال مثل الشيخ حكمت الهجري ومظلوم عبدي، بينما يدور الحصار الأخير حول رجل واحد: أحمد الشرع، المعروف بـ أبو محمد الجولاني، الذي تقترب نهايته مع تحطم مشروع الإرهاب التكفيري.

كواليس الضغوط الأمريكية: مهلة ستة أشهر ونهاية الجولاني المحتملة

مصادر مطلعة كشفت أن واشنطن قد وضعت الشرع/الجولاني في زاوية ضيقة. المهلة الجديدة هي ستة أشهر فقط لتنفيذ مجموعة شروط حاسمة، وبعدها سيقرر الأمريكي مصيره: إما أن يُعتمد ويواصل، أو يُستبدل ببديل جاهز.

ومن بين هذه الشروط الصارمة:

· إنهاء ملف المقاتلين الأجانب: وهو الملف الأصعب، والذي منحوه فيه المهلة الأطول لعلمهم بصعوبته عليه.
· توسيع الحكومة: بدمج علويين ودروز وأكراد ومسيحيين، ولكن بشرط جوهري: الحصول على موافقة الشيخ حكمت الهجري ومظلوم عبدي.
القرار هنا ليس للجولاني، بل هما “الفيتو” الأمريكي؛ إن وافقا تم الأمر، وإن رفضا وجب التغيير.
· السيطرة على الوزارات السيادية: كالدفاع والداخلية والخارجية والاستخبارات، حيث سترسل واشنطن الأسماء والتعيينات بنفسها (كمثال: مناف طلاس لوزارة الدفاع).
· تقليص صلاحياته: ونقل جزء منها لرئيس الوزراء، مقابل البقاء في منصبه لثلاث سنوات.

مشروع “البديل” ومحاولة الجولاني للنجاة:

يدرك الأمريكيون أن الجولاني قد يعجز عن تنفيذ كل هذه الشروط، خاصة الجذرية منها كطرد الروس وتسليم قاعدة طرطوس. لذلك هم يعدون البديل. في المقابل، يسعى الشرع/الجولاني لامتصاص الضغط بتعيينات ترقيعية، مثل تعيين الشيباني نائباً أو رئيساً للوزراء، وجهاد مقدسي (مسيحي منشق) في منصب ما، وأنس خطاب رئيساً لجهاز الأمن الوطني. إنها محاولة يائسة لتطبيق الشروط بشكل جزئي والبقاء عالقاً في السلطة.

تحذير خطير: عاصفة من الدماء تلوح في الأفق

الخطر الأكبر لا يكمن في فشل الجولاني في تلبية الشروط، بل في المخططات البديلة التي تعدها القوى الدولية. المصادر تحذر من أن مناطق واسعة من سوريا قد تتحول إلى ساحات مأساة جديدة إذا لم يُتدارك الأمر، وذلك في:

· الساحل السوري
· غرب حمص وحماه
· ريف حلب المتاخم لمناطق “قسد”
· كامل الجنوب السوري
· البادية

والكلمة السر هنا هي “داعش”. فالمارد التكفيري الذي بدأ يعيد تجنيد عناصره وتخزين سلاحه وإقامة معسكراته داخل المدن، على وشك أن يُطلق من عقاله من جديد لخلق الفوضى المبررة.

خلاصة القول : رسالة إلى الداخل السوري

الرسالة واضحة: الحل الوحيد لتفادي هذه العاصفة التي ستجرف الأخضر واليابس، يبدأ بخطوات جريئة فورية من الداخل. الإفراج عن معتقلي الرأي ، والضباط وصف الضباط من الطائفة العلوية والمخطوفين من السويداء محاسبة المجرمين داخل الأجهزة الأمنية، وقادة كبار كانوا سبب بمجازر الساحل والسويداء ، وعقد مؤتمر وطني شامل حقيقي يسبق المخططات الدولية. إنها اللحظة الفاصلة؛ فإما أن تدارك الأوضاع من الداخل، أو تعود سوريا إلى دوامة النزوح والتهجير والمجازر والاختفاء القسري. الوقت ليس في صالح أحد، والعد التنازلي لنهاية الجولاني ومشروعه قد بدأ.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى