سياسة

اعتداء طائفي على كنيسة الكيرلس في القصاع: رسالة تحريض أم محاولة لزعزعة التعايش؟

في صباح يوم الخميس السادس من تشرين الثاني، استيقظ سكان حي القصاع في دمشق على مشهد صادم: عبارات طائفية ومسيئة لعقيدة المسيحيين كُتبت على جدران كنيسة الكيرلس، إحدى أبرز الكنائس في الحي ذي الغالبية المسيحية. هذا الفعل أثار موجة من الغضب والاستنكار بين الأهالي، وطرح تساؤلات حول دوافعه وتوقيته.
تقع كنيسة الكيرلس في منطقة القصاع، وتُعد من أبرز المعالم الدينية المسيحية في دمشق. تأسست عام 1930، وتخدم آلاف العائلات من الطائفة الروم الكاثوليك، وتُعتبر مركزًا روحيًا وثقافيًا واجتماعيًا للمجتمع المسيحي في العاصمة.
بحسب شهود عيان، وُجدت عبارات طائفية تحريضية على جدار الكنيسة الخارجي، بعضها يحمل إساءات مباشرة للعقيدة المسيحية، وأخرى تتضمن تهديدات مبطنة. لم تُسجل حتى الآن أي جهة رسمية مسؤوليتها عن الحادث، لكن مصادر محلية أشارت إلى تحركات مشبوهة لمسلحين في الحي خلال الأيام الماضية.
هذا النوع من الاعتداءات لا يُنظر إليه على أنه مجرد فعل تخريبي، بل يحمل رسائل سياسية وطائفية خطيرة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية ومحاولات بعض الجهات زعزعة الاستقرار الداخلي. حي القصاع لطالما كان نموذجًا للتعايش بين الطوائف، واستهدافه بهذا الشكل قد يكون محاولة لإثارة الفتنة أو الضغط على المجتمع المسيحي في سياق تفاهمات سياسية جارية.
أهالي الحي عبّروا عن غضبهم واستنكارهم، مطالبين الجهات الأمنية بالتحقيق الفوري ومحاسبة المسؤولين.
نشطاء حقوق الإنسان دعوا إلى حماية دور العبادة من أي استهداف طائفي، مؤكدين أن هذه الأفعال تهدد النسيج السوري المتعدد.
الكنيسة نفسها لم تصدر بيانًا رسميًا بعد، لكن مصادر من داخل الرعية أكدت أن هناك تنسيقًا مع الجهات المختصة لمتابعة القضية.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى