
علّقت مصادر متابعة على المواقف السياسية التي صدرت وتصدر مؤخراً عن الرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط والتي تحظى بتتأييد الثنائي الشيعي على المستوى المحلي من جهة والشارع السني على المستوى محلياً واقليمياً وتحديدا سوريا والسعودية من جهة ثانية، لا سيما وأنها تأتي في سياق محاولات هذه المرجعية كسب التأييد الشعبي لدى بيئة الثنائي والشارع السني في آن معا، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في حال حصولها ضمن مواعيدها الدستورية في شهر أيار من العام المقبل.
ولفتت المصادر الى أن “جنبلاط تنتابه مخاوف كبرى من هزيمة إنتخابية في بعض الدوائر خصوصا بعد مواقفه في ما خص السويداء وما تعرضت له من هجمة بربرية، حيث جاءت “مواقف البيك” معاكسة للمزاج الديني والشعبي لدى طائفة الموحدين الدروز، الذين أبدوا امتعاضا كبيرا من مواقفه والتي بلغت حد الوقوف الى جانب من ارتكبوا المجازر بحق الدروز في السويداء على حساب أبناء السويداء الذين قدموا آلاف الشهداء والجرحى، ولا يزال عدد من نسائهم وبناتهم وشيوخهم أسرى لدى العصابات التابعة لسلطة الجولاني.
وعليه ترى المصادر أن “جنبلاط لديه قلق كبير بظل المخاوف على مستقبل وريثه السياسي النائب تيمور جنبلاط الذي لم يسجل له حضور بارزعلى الساحة السياسية المحلية منذ تسلمه زمام كتلة اللقاء الديمقراطي ورئاسة الحزب الاشتراكي منذ دخوله المجلس النيابي كوريث للمقعد النيابي وللزعامة السياسية لآل جنبلاط، وهذا الغياب كان يجبر النائب السابق وليد جنبلاط على العودة الى المشهد السياسي وملء الفراغ الذي يخلقه غياب نجله تيمور الذي لا تتطابق رؤيته السياسية مع نظرة والده تجاه بعض القضايا السياسية”.
وتعتبر المصادر أن ما يزيد من إرباك حسابات “البيك” السياسية أن الوزير السابق وئام وهاب بات أكثر حضوراً على المستوى الدرزي العام بعد مواقفه الحاسمة ووقوفه الى جانب أبناء طائفة الموحدين الدروز في السويداء بعد ما تعرضوا له على أيدي عصابات القتل والاجرام لتابعة للسلطة الحالية في دمشق، حيث شكّل وهاب رأس حربة سياسة وإعلامية في الدفاع عن السويداء والوقوف الى جانب أهلها، بينما خرج وليد جنبلاط عبر الإعلام لمطالبة الدروز بالإعتذار من “البدو” الذين شاركوا الى جانب عصابات “الامن العام” و “وزارة الدفاع” التابعة للجولاني في غزوة السويداء وقتل أهلها وتشريدهم وخطفهم.
وتختم المصادر مشيرة الى أن “الشارع الدرزي سيعبّر عن رأيه وموقفه في الإستحقاق الإنتخابي القادم وسيكون ملف السويداء ومستقبل الدروز ومصيرهم في المنطقة في رأس هرم أولويات البيئة، وربما ستتم محاسبة كل من كانت مواقفه لا تصب في مصلحة نصرة الدروز في السويداء وصحنايا وجرمانا، وذلك من أجل حسابات إنتخابية محض.



