
مع مرور السنوات وبعد سقوط الدولة السورية بيد “الثوار” المفترضين وبدء انكشاف الحقائق، لم يعد أمام الشعب السوري إلا أن يواجه سؤالاً محورياً: من كان يقف خلف ما سُمي ذات يوم “ثورة”؟ خصوصا وأن الأدلة على الأرض ترسم صورة مغايرة تماماً للرواية التي تم الترويج لها، حيث يتم الكشف عن حقائق تدفع كل عاقل للتساؤل عن شرعية وأهداف هؤلاء “الثوار” المزعومين.
لننظر معاً إلى معالم مشروعهم المزعوم:
· الشرعية المفقودة: فهم لا يرون غضاضة في حكم غير منتخب، بل ويتجرأون على تعيين أفراد عائلة الجولاني وعائلاتهم في أرفع المناصب، وكأن الدولة مزرعة عائلية.
· التبعية للخارج: بدلاً من التمسك بالسيادة، نراهم يرحبون باحتلال أجزاء من التراب السوري من قبل قوى إقليمية كتركيا، ويفخرون برفع أعلام دول أخرى فوق مؤسساتهم، في مشهد ينم عن انسلاخ عن الهوية.
· الديمقراطية الوهمية: يُجْرون انتخابات شكلية يصفونها بمجلس الشعب، لا يحظى باعتراف الشعب نفسه، بل وتشهد عليها التقارير الدولية بأنها مسرحية لا تمت للشرعية بصلة.
· الانهيار المعيشي والاستنزاف الاقتصادي: يعيش ثلثا الشعب في فقر وبطالة، بينما هم غير مكترثين بغياب أبسط مقومات الحياة. والأخطر من ذلك، سياساتهم الاقتصادية المجحفة التي رفعت سعر الكهرباء ٦٠٠ ضعف! لتخيل الضخامة، إذا كان راتب الموظف مليوناً، فسيُجبر على دفع سبعمائة ألف ثمنًا للكهرباء فحسب! ناهيك عن أسعار المحروقات الفلكية.
فهل هذه هي “المطالب المعيشية” المزعومة التي ادعوا الثورة من أجل حلها!
· قمع الرأي والمعتقد: لا يتورعون عن تصفية من يخالفهم الرأي أو المعتقد، معتبرين أن الحق في الحياة والوجود محصور بمن يوافقهم فقط في آرائهم المتشددة والمذهبية المقيتة والتي لا تمت للدين الإسلامي بصلة.
· التطبيل للجريمة: يباركون بكل وقاحة أن تكون عقوبة الناقد هي التهجير أو الإبادة، بينما يبررون التخاذل أمام الاحتلال والإرهاب باعتباره “دهاءً سياسياً”!، وهم أنفسهم الذين كانوا يتهمون النظام السابق بالتخاذل وعدم الرد على الغارات التي تستهدف دمشق وعدم المبادرة الى فتح جبهة الجولان.
ومن هنا يتوجب على القارئ المنصف أن يتساءل: أي حرية هذه التي يدّعون؟ وأي كرامة وعيش كريم يتكلمون عنه؟
وهل حقا انتصرت “ثورة” السوريين بعد سقوط الدولة.. ام ان دمشق باتت مستباحة من المهاجرين الايغور والشيشان الى ما هنالك من جنسيات، وهل بات الشعب السوري ضحية “الثورة” التي اطلقها عام 2011؟
أخيرا:”هل يعقل أن يكون هؤلاء أنفسهم من ثاروا لأجل مبادئ العدالة والحرية؟ أم أنهم، وبكل وضوح، كانوا مجرد أدوات في مشروع كبير لتمزيق الوطن والقضاء على دولته ومؤسساته، وإفقار شعبه حتى النخاع حتى يصبح رهينة الجهات الدولية والاقليمية التي ترسم مستقبل سوريا وفق أهوائها ومصالحها؟



