سياسة

قسد «تنظّف» مناطقها: حملة ضدّ «داعش»… و«خلايا دمشق»

الأخبار

كثّفت «قوات سوريا الديموقراطية»، منذ نحو شهر، حملاتها الأمنية التي تستهدف خلايا «داعش»، على خلفية النشاط الملحوظ للتنظيم في عموم سوريا، وخاصة في مناطق سيطرة «الإدارة الذاتية»، التي سجّلت 25 هجوماً على مواقع مختلفة شمال البلاد وشرقها، أدّت إلى مقتل 13 شخصاً.

ومنذ سقوط النظام السابق نهاية العام الماضي، كثّفت خلايا «داعش» نشاطها العسكري ضدّ «الإدارة الذاتية»، والذي تركّز في أرياف الرقّة ودير الزور. ورغم دخول «قسد» إلى مدينة دير الزور والبادية وصولاً إلى البوكمال، ومحاولتها تأمين المنطقة قبل سقوط النظام بأسبوع، ورغم بقائها فيها حتى بعد عشرة أيام، إلا أنّ ذلك لم يمنع من استيلاء التنظيم على أسلحة عناصر النظام السابق الفارّين من البادية والحدود العراقية. وبحسب «قسد»، فإنها تمكّنت أخيراً من الحصول على معلومات تفيد باستعداد «داعش» لشنّ هجمات واسعة على سجنَي «الثانوية الصناعية» و«غويران» في مدينة الحسكة ومخيم الهول، لإطلاق سراح قياداته، ومحاولة إعادة بناء نفسه من جديد.

في ضوء ما تقدّم، كثّفت «قسد» من حملاتها الأمنية، بهدف تتبّع خلايا التنظيم، وهو ما ظهر عبر حملة واسعة استهدفت أحياء في مدينة الحسكة للمرّة الأولى منذ عدّة سنوات، أسفرت عن اعتقال عدد من الأشخاص بتهمة الانتماء أو التعاون مع التنظيم. وأتبعت هذه العملية بأخرى مماثلة في مدن الرقّة والطبقة في محافظة الرقة، وبلدات تل حميس والهول في ريف الحسكة، حيث أعلنت القبض على عدد من الأشخاص بشبهة الانتماء إلى «داعش»، من بينهم قيادي في ريف الرقّة يدعى أبو منصور، كان مسؤولاً عن التخطيط لعدّة هجمات شنّها التنظيم في مناطق «الإدارة الذاتية».

أيضاً، نُفّذت حملات أمنية في ريف دير الزور الشرقي، استهدفت عدداً من مدنه وبلداته، فيما نفّذت القوات الأميركية إنزالاً في بلدة الشحيل للمرة الأولى منذ إخلاء الأميركيين قواعدهم في كل من حقل «العمر»، ومعمل غاز «كونيكو»، في ريفَي دير الزور الشرقي والشمالي. كما سُجّلت حملة أمنية واسعة في مخيم الهول الذي يضمّ عائلات التنظيم، تحت عنوان حملة «الإنسانية والأمان»، أسفرت، وفق بيان رسمي للقوات المشاركة فيها، عن «تفكيك شبكات إرهابية، وإلقاء القبض على 11 عنصراً مرتبطين بتنظيم داعش، وإحباط عدّة محاولات لاستهداف المرافق الخدماتية والإنسانية».

تخشى «قسد» من تَشكُّل خلايا تابعة للحكومة الانتقالية، قد تُشكِّل خطراً مستقبليّاً على مناطقها

ولاقت حملات «قسد» الأمنية تشكيكاً من جانب وسائل الإعلام التابعة للحكومة السورية الانتقالية أو المقرّبة منها، وسط اتّهامات بأنها استهدفت موالين للأخيرة، خشية قيامهم بأيّ عمليات ضدّ الأولى، في حال تعثُّر المفاوضات القائمة بين الطرفين. واتّهمت هذه الوسائل، «قسد» بالاستعراض العسكري، وإيهام الرأي العام بخطر مبالغ فيه لخلايا تنظيم «داعش» لاستجداء الدعم الأميركي، ومحاولة الضغط على واشنطن للاحتفاظ بقواعدها في مناطق سيطرة الأكراد، بما يضمن استمرار الدعم العسكري لها.

ووفقاً لمصدر مطّلع تحدّث إلى «الأخبار»، فإنّ «خطر خلايا تنظيم داعش تصاعَد بالفعل في مختلف أنحاء سوريا بعد سقوط النظام، بما في ذلك في مناطق سيطرة الحكومة، بدليل وقوع هجومين في مدينة الميادين (دير الزور) في الأسبوع الأخير». ويلفت المصدر إلى أنّ «كل المعطيات والقرائن تؤكّد أنّ التنظيم وصل إلى مخازن أسلحة في البادية، استخدمها في هجماته الأخيرة في سوريا».

ويعتبر أنّ «حملات «قسد» مفيدة لجهة التنبيه إلى تحرّكات التنظيم»، ولكنّها «تحتاج إلى مزيد من الدقّة، لكون الكثير ممَّن أُلقي القبض عليهم خرجوا بعد ساعات من الاعتقال، لعدم وجود أيّ إثبات ضدّهم». ويرى أنّ «هذه الحملات ترجع إلى عدّة أسباب، من بينها خشية «قسد» من تَشكُّل خلايا تابعة للحكومة الانتقالية، قد تُولد خطراً مستقبليّاً على الأمن في مناطقها»، مشيراً إلى أنّ ««قسد» تحاول تنظيف مناطق سيطرتها من أيّ نشاط مشبوه لداعش والحكومة الانتقالية».

ويتوقّع أن «تستمرّ هذه الحملات وبكثافة، في ظلّ مؤشرات إلى رغبة أميركية في تأخير الانسحاب العسكري إلى حين تحقيق الاستقرار»، مشيراً إلى أنّ «المعطيات الميدانية تؤشر إلى تعزيز واشنطن قواعدها في مناطق «قسد» بمعدّات حديثة، من بينها عربات برادلي ومدافع».

ويرى أنّ ««قسد» تحاول دائماً إثبات أنها القوّة العسكرية السورية الوحيدة القادرة على تأدية مهامّ محاربة وملاحقة تنظيم داعش وخلاياه في المنطقة»، لافتاً إلى أنّ «هذا الأمر تنامى، بعد تعاون محدود للقوات الأميركية مع الحكومة الانتقالية، ما يعطي احتمالية بعدم توسيع هذا التعاون مستقبلاً، والاحتفاظ بـ»قسد» كشريك أساسي في محاربة الإرهاب».

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى