منوعات

صفحات “بيع الألبسة المستعملة”.. حلّ للتماهي مع انخفاض القدرة الشرائية لدى اللبنانيين؟!

تشهد مواقع التواصل الإجتماعي، وتحديدًا منصّة “انستغرام”، موجة انتشار صفحات لبيع الألبسة المستعملة؛ فـ”البالات” التي كانت متوفرة في الأسواق الشعبية، أصبحت اليوم “أونلاين” تحت مسمّى أجنبي وهوthrift clothes ، حيث تلاقي رواجًا كبيرًا وإقبالًا من قبل المتابعين، خصوصًا مع تردّي الأوضاع المعيشية وتراجع القدرة الشرائية لدى المواطن.

“Thrift with Yas” هي إحدى الصفحات التي تبيع الألبسة المستعملة، والتي تمّ افتتاحها في شهر آذار الماضي بعد الإغلاق العام الذي فرضه تفشي فيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الملابس في لبنان.

“أيانا” التي خسرت عملها كمحاسبة في إحدى الصحف اللبنانية، مع بداية انتشار فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية الحاصلة في البلد، وهي مالكة إحدى صفحات بيع الألبسة المستعملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أشارت في حديث لـ”أحوال” إلى أنها بدأت في البداية ببيع ملابسها وملابس أطفالها المستعملة والتي ما زالت بحالة جيّدة، عبر عرضها على صفحتها عبر موقع “انستغرام” بمساعدة شقيقتها، لافتة إلى أنه مع الوقت توسّع عمل الصفحة وبدأت بشراء الملابس المستعملة من “البالات” ومحلّات الـoutlet والتركيز، بحسب قولها، على الـbrands التي أغلقت متاجرها في لبنان، لتعرضها تواليًا على “انستغرام”.

وفي حديثها لموقعنا، لفتت أيانا إلى أنه لم يكن هناك تخطيط مسبق لفتح الصفحة واتخاذها كمصدر للربح، إلا أن الظروف الإقتصادية قادتها وشقيقتها للقيام بهذا الأمر، مشيرة إلى أن الصفحة أمّنت لهما مردودًا ماليًا يساوي دخلهما في العمل الثابت سابقًا، لكنها في المقابل أكدت أنه في حال استمرت الأسعار بالارتفاع في هذا الشكل الجنوني، فلن يكون هناك قدرة شرائية لدى المواطنين حتى للألبسة المستعملة، ما قد يؤدي بالتالي إلى عدم استمرارها في هذه الصفحة أو توسيع عملها وشراء المزيد من الملابس.

أما بالنسبة لزبائن الصفحة، فقد قالت إنهم من مختلف الطبقات الاجتماعية، إذ هناك زبائن من الطبقة المتوسطة أو الفقيرة، تشتري الألبسة التي لا تزيد أسعارها عن 10 آلاف ليرة لبنانية، في حين يطلب آخرون “ماركة” معيّنة، كانت قد أقفلت أبوابها في لبنان مثلًا أو ارتفع سعرها بشكل كبير، لذا يفضّلون شراءها منthrift clothes .

من جهة أخرى، قالت الشابة مروة صعب، وهي إحدى زبائن “البالات” وصفحات الـthrift clothes ، لـ”أحوال”، إنها بدأت، مع بداية الأزمة الاقتصادية، تلجأ إلى صفحات الأونلاين لتشتري مجموعة من الألبسة وبأسعار مناسبة وغير خيالية كتلك الموجودة حاليًا في المتاجر والأسواق، في حين لفتت صديقتها نغم إلى أن نمط استهلاكها في شراء الألبسة تغيّر منذ بداية الأزمة، إذ كانت تخصّص شهريًا مبلغ 300 الى 400 ألف ليرة للتسوّق، لكنّها اضطرت إلى تغيير هذا السلوك ولجأت لاحقًا إلى محلات أو صفحات الألبسة المستعملة لشراء ملابسها، كونها تجد ما يعجبها وبأسعار معقولة.

لا حل إذًا أمام المواطن اللبناني في ظل هذه الظروف الراهنة، سوى التماهي مع ما هو مستجد وشراء الملابس “المستعملة”، حيث لا يقتصر الأمر على الملابس المستعملة فقط، بل ينسحب أيضًا على الأدوات المنزلية الكهربائية وأثاث المنزل، ما يعني أن “تجارة المستعمل” هو الحل الأمثل اليوم.

إيمان العبد

إيمان العبد

صحافية لبنانية مهتمة بالقضايا الحقوقية، خاصة قضايا المرأة والجندر، وحائزة على شهادة ماجستير في الاعلام والاتصال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى