منوعات

“تبرئة” المتة من تهمة التسبب بالسرطان

بات بإمكان عشاق المتة، المشروب الاكثر شهرة بعد القهوة، الاستمرار في تناول هذه الفئة من المنبهات بكل طمأنينة، بعد تبرئته من جانب منظمة الصحة العالمية من تهمة التسبب بالسرطان، قبل اربع سنوات. وملعوم ان هذا المشروع رائج بقوة في بلدان اميركا الجنوبية، وانتقل الى منطقة الشرق الاوسط بفعل حركة الاغتراب مع تركيز واضح في سوريا ولبنان وفلسطين،
ففي دراسة نشرت نتائجها الاربعاء، اعلنت الوكالة الدولية لابحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية أن تناول مشروبات ساخنة جدا من شأنه التسبب “على الارجح” بسرطان المريء، غير أنها بددت الشكوك حيال خطر تناول القهوة والمتة بدرجات حرارة طبيعية.
وكانت الوكالة عينها قد وجهت اصابع الاتهام في تقرير اصدرته في تشرين الاول/اكتوبر الماضي الى ركيزة اخرى في مطبخ اوروغواي وهي اللحوم اذ تم ادراجها ضمن قائمة المواد “المسببة للسرطان على الارجح”.
أما اليوم، وبعد اعادة تقييم الاثار المسرطنة المحتملة للمتة، تم سحب هذا المشروب من قائمة المنتجات “المسرطنة على الارجح” بعد ان كانت مدرجة عليها منذ سنة 1991.
وتقول الطالبة فالنتينا نونييز البالغة 24 عاما خلال احتسائها المتة في جامعة العلوم الاجتماعية في مونتيفيديو إن هذا المشروب خلافا للقهوة، “يمكن اعتباره رفيقا”.
وتؤيدها صديقتها جيسيكا اليز في الرأي بشأن هذه الطقوس الخاصة بتناول المتة قائلة إن هذا المشروب” يكون جاهزا على الدوام. يمكن تناوله لفترة اطول واعادة التعبئة. يجب التوقف قليلا لسكب المياه الساخنة”.
وتقوم طقوس تناول هذا المشروب على وضع الاوراق المطحونة بشكل يملأ ثلاثة ارباع الكوب وتحريك المزيج مع اغلاق الجزء الاعلى بواسطة اليد بهدف استخراج الغبار الذي يبقى ملتصقا بكف اليد من ثم امالة المزيج قليلا قبل سكب الماء الساخن وفي النهاية وضع القشة الحديد.

مشروب المشاهير
ويحظر تحريك الاوراق بالقشة المسماة “بومبيا” او اضافة سكر على المزيج اذ ان المتة تشرب بطعم مر.
وكي تدوم هذه الجرعة عينها ساعات عدة من دون فقدان مذاقها، ثمة سر يعرفه الخبراء في هذا المجال. فيكفي تقسيم المستوعب الخاص بهذا المشروب الى اقسام عدة من ثم تذوق المشروب تدريجا مع ابدال القشة في كل مرة.
ومن مهاجم فريق برشلونة لكرة القدم لويس سواريز الى البابا فرنسيس مرورا بالرئيس الاميركي باراك اوباما، غزت المتة العالم وباتت من المشروبات المفضلة لكثيرين وهي تلقى رواجا كبيرا في بلدان عدة بينها الارجنتين والبرازيل وتشيلي وباراغواي وايضا في دول عربية مثل سوريا ولبنان.
ويوضح نلسون براسيسكو وهو مدير مختبر لعلم الاحياء الاشعاعي في كلية الطب في اوروغواي لوكالة فرانس برس ان “اي استهلاك لمشروب بدرجة حرارة عالية جدا قد يؤدي الى اضرار والتهابات. وكل مسار التهابات مزمنة قد يؤدي الى الاصابة بورم”.
ويدرس براسيسكو خصائص هذا المشروب الذي يعود اصله الى هنود غارانيس ويعرف بميزاته المضادة للتأكسد وتقليصه لمعدل الكولسترول وتحسينه القدرات الجسدية والتركيز.
ويشير هذا الباحث الى ان المتة تلعب دورا “مضادا للتطفر” اي انه يساعد على تفادي التبدلات في الخلايا.
ويخلص الى ان “سرطان المريء يسجل تراجعا خلال السنوات الاخيرة” في اوروغواي، مضيفا “نبحث عن تفسير لهذه الظاهرة”.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى