هل يُمنح أهالي الطلاب الحقّ بين “الأونلاين” والتعليم المُدمج؟
لا يزال التعليم عن بُعُد يثير مخاوف الأهل على مستقبل أولادهم، خصوصاً في ظل ضعف النّظام التعليمي في لبنان، وعدم توفّر الإمكانات المطلوبة لهذا النّوع من التعليم. وبناءً عليه دعا اتّحاد هـيئات لجان الأهل في المدارس الخاصة في لبنان، الأهالي لتعبئة استبيان بهدف تقديم معطيات مبنية على دراسات علمية إلى المعنيين في الملف التربوي.
تشير مسؤولة العلاقات والإعلام في اتحاد هيئات لجان الأهل في المدارس الخاصة المحامية مايا جعارة إلى أن الإستبيان انطلق الخميس في 26 تشرين الثاني الماضي واستمر حتى نهار السبت 28 تشرين الثاني، وشارك فيه 3188 عائلة يمثلون 5881 تلميذاً في المدارس الخاصة، كاشفة أن الهدف من الإستبيان، الذي دعا الإتحاد من خلاله الأهل لملئ استمارة مفصلّة، هو حصول الإتحاد على معطيات علميّة، بغية إيصالها إلى المعنيين بهذا الملف، خاصة وأن معظم الأهل يجدون أنفسهم في حالة من القلق على مصير العام الدراسي لأولادهم، فبين التعلم عن بعد أو التعليم المدمج تنقسم آراء الأهل.
نتائج الاستبيان
قُسم الأهالي المشاركين في هذا الإستبيان بحسب المرحلة التعلمية لأولادهم، فكانت المشاركة على الشكل التالي: صفوف الروضة 14.83 بالمئة، صفوف التعليم الأساسي 44.82 بالمئة، صفوف المتوسط 26.03 بالمئة، والصفوف الثانوية 14.30 بالمئة،
كانت الأغلبية الساحقة من المشاركين في الإستبيان من ضمن المدارس الخاصة، 94.24 بالمئة، بينما كانت نسبة المشاركين من المدارس النصف مجانية 2.96 بالمئة، والمدارس الرسمية 2.78 بالمئة. تلفت جعارة النظر إلى أن 25 بالمئة من المشاركين أجابوا بـ”نعم” لفتح المدارس بغض النظر عن الوضع الصحي، و75 بالمئة أجابوا بـ”كلا”.
تشير جعارة في حديث لـ”أحوال”: “إن السبب الرئيسي للإجابة بنعم هو: مشاكل في التدريس عبر الإنترنت 46 بالمئة، أما الأسباب الرئيسية للإجابة بـ”كلا” هي: 38 بالمئة بسبب عدم توفّر أسرّة بالمستشفيات، 31 بالمئة بسبب القلق على المسنّين في المنزل، و22 بالمئة بسبب الخوف على صحّة الطلاب”.
أما بالنسبة لسؤال “هل أنت مع ترك القرار للوالدين للإختيار بين الإنترنت أو إرسال أطفالهم إلى المدرسة، كانت الأجوبة، 84 بالمئة نعم، و16 بالمئة كلا. هذا وقد قُسمت العائلات المشاركة بحسب الأقضية على الشكل التالي: بيروت 964 عائلة، المتن 827 عائلة، بعبدا 556، كسروان 231، زحلة 167، عاليه 104، طرابلس 38، الشوف 34، البقاع الغربي 30، البترون 27، بعلبك 21، النبطية 12، صيدا 10، عكار 9، جزين 7، راشيا 7، زغرتا 5، منيه- ضنيه 4، هرمل 2، بشري 2، بنت جبيل 2، مرجعيون 1، صور 1، حاصبيا 1، غير محدد 126.
الأهل يريدون التحكّم بالخيار
تعتبر جعارة أن المطلب الأهم للأهل يبقى بترك الخيار لهم كلّ بحسب وضعه أن يختار بين التعليم عن بعد أو التعليم المدمج، وهذا حق طبيعي لهم ينبغي على كلّ مدرسة أن تؤمّنه لهم ولا يجوز حرمانهم منه تحت أي سبب كان مراعاة للوضع الصحّي القائم وتفهمّاً لهواجس الأهل إذ يبدو أن القلق يغلب على قراراتهم بالرغم من كون المدرسة تعتبر بيئة حاضنة ومناسبة لخلق الوعي المجتمعي الذي نفتقده في مجتمعنا اللبناني، وبالرغم من كون المدرسة المكان الأكثر إنضباطاً في المجتمع.
وتدعو جعارة لجان الأهل كافة استناداً إلى نتيجة الإستبيان إلى أن يمارسوا دورهم الرقابي ومدى تطبيق الإجراءات الوقائية في المدارس بنفسهم، فوزارة التربية لن تستطيع القيام بهذا الدور كما يجب مع وجود أكثر من ألف مدرسة خاصة في لبنان، ودعت الأهالي وبالتنسيق مع أدارة المدرسة للإتفاق على الإقفال في حال غياب القدرة على الإلتزام بشروط الوقاية اللازمة، وقد حصل ذلك في كثير من المدارس حيث الظروف حتّمت عدم فتح أبوابها قبل الأعياد، ومنها قد فتحت فقط للصفوف الصغيرة كون التعليم عن بعد أثبت عدم جدواه في الصفوف التأسيسية.
محمد علوش