في لبنان، الفساد ينتشر ويتمدّد في كل القطاعات، حتى في المستشفيات، التي بسبب الضغوطات التي تعاني منها، واستهتار الإدارة فيها، تسبّب بكارثة صحية في منطقة كسروان أسفرت عن وفاة أحد المرضى.
في مستشفى “السان جورج” في عجلتون، توفيت سيدة بعد دخولها قسم العناية الفائقة والتقاطها عدوى كورونا من أحد العاملين في المبنى. وبالإضافة إلى السيدة التي لاقت حتفها فقد أصيب آخرون، بعضهم من الطاقم الطبي بالكوفيد 19.
وسرت روايتان حول إصابة هذا العامل. في الرواية الأولى، يقول أحد الشهود من داخل المشفى أنّ العامل خالط مصاب بكورونا وأخبر الإدارة بالأمر إلّا أنّهم رفضوا إعطائه إجازة مرضية، ما أدّى إلى وقوع حالات الإصابات والموت.
ويقول أحد أقرباء الضحية لـ”أحوال” أن العائلة مصدومة وفي نفس الوقت عاجزة عن أخذ حقّها لأنّ المستشفى تحاول لفلفة الموضوع وترفض كل ما يُقال، إلّا أنّ أحد العاملين في المستشفى يؤكد صحة ما تردّد.
في المقابل، وهذه الرواية الثانية، يوضح مصدر في وزارة الصحة لـ”أحوال” أنّ ما حصل في مستشفى عجلتون قد علمت به الوزارة، لكن بإطارٍ مختلف، إذ إن “السان جورج” وبعد تواصل الوزارة معها، أكّدت أنّ ما حصل هو دخول ثلاثة مرضى مصابين بالكورونا، ونتيجة عدم جهوزية المستشفى بشكل تقني كامل، أُصيب بعض العاملين في الطاقم التمريضي.
ويؤكد المصدر أن الوزارة تابعت الموضوع وأجبرت المستشفى على تعقيم كلّ الأقسام بعد إغلاقها.
أما بالنسبة لوفاة السيدة المسنّة بسبب التقاتها العدوى في حرم المستشفى، فتنفي مصادر وزارة الصحة هذا الأمر وتؤكد أن تقرير المستشفى يكشف عن إصابتها قبل دخول المكان.
في حين أن قريب الفقيدة يؤكد لـ”أحوال” عدم إصابتها بكورونا قبل دخولها للمستشفى، خاصة وأنّها ـجرت فحص الـ PCR قبل استقبالها في قسم العناية الفائقة، وأتت النتيجة سلبية.
تجدر الإشارة إلى أنّ أحد الممرضين في مستشفى في جبل لبنان يقول لـ”أحوال” إنّ الأمر لا يختلف في مكان عمله، إذ إن المستشفى تمنع الموظفين المصابين بالفيروس من أخذ الإجازة المرضية الخاصة بهذا الوباء والتي تمتدّ لـ15 يومًا، بل تسمح لهم بأخذ عطلة أسبوع فقط، وكلّ يوم يُضاف، يُخصم من راتب العامل، أي أنّ تعامل المستشفيات بشكل استهتاري مع الموظفين أمر واقع في البلد.
جويل غسطين
