منوعات

قائد الجيش لـ نصرالله: شكرا

على الرغم من الاهتراء والضّعف في واقع الدّولة اللبنانيّة التي تعاني من الانقسامات والفساد والإفلاس ونقص الهيبة، إلاّ أنّ الوفد اللبناني المشارك في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحريّة بدا قوياً وصلباً، لا يتزعزع ولا يتزحزح، كأنّ دولة نوويّة، لا هزيلة، تقف خلفه.
هذا الظّهور المتماسك والمتشدّد للوفد اللبناني على طاولة التفاوض في النّاقورة أزعج واشنطن وتل ابيب إلى الحدّ الذي اضطرّ رئيس الوفد الأميركي الى تأجيل الجلسة التي كانت مقرّرة اليوم، والاستعاضة عنها بجولة على بعض المسؤولين، سعياً إلى إقناع أو إلزام لبنان بتخفيض سقفه على وقع ضغط العقوبات الأميركيّة والتّهويل الإسرائيلي.
لكن ليست هناك أي مؤشرات إلى وجود اتجاه لدى لبنان نحو التراجع عن ثوابته المبدئيّة وحقوقه البحريّة المثبتة في القانون الدّولي والدّراسات العلميّة، بينما المقاربة الإسرائيليّة المضادّة لمسألة الحدود البحريّة تتمّ على أساس “السّلبطة” ومحاولة فرض أمر واقع بقوّة العضلات.
ويؤكد مواكبون لملف التّفاوض أنّ الوفد اللبناني يخوض المبارزة الدبلوماسيّة مع العدو الاسرائيلي مستنداً إلى قوّة الحق من جهة وقوّة المقاومة من جهة أخرى، لافتين  إلى انّه أثبت جدارة وبراعة في إدارته.
ويشير هؤلاء إلى أنّ الدّعم الكامل الذي قدّمه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال أحد خطاباته الى الوفد، والثقة التي أبداها في أعضائه ومرجعيته، ساهما في تحصين موقع المفاوض اللبناني وتعزيز أوراقه في مواجهة عدو يظنّ أنّه يملك من التفوّق العسكري ما يسمح له بفرض إرادته، إلا أنّه اكتشف سريعاً أنّ حساباته لم تكن في محلّها.
وأهميّة موقف نصرالله، وفق المطلعين، تكمن في أنّه تجاوز الخلاف الذي نشب مع رئيس الجمهورية ميشال عون حول تركيبة الوفد، منعاً لإضعاف خط ظهر المفاوض اللبناني وحتى لا تستفيد إسرائيل من هذا الخلاف على طاولة الناقورة.
وعلم “أحوال” أنّ قائد الجيش العماد جوزف عون كان قد أعرب أمام إحدى الشخصيات القريبة من حزب الله عن شكره لنصرالله على موقفه الداعم للوفد اللبناني المفاوض الذي يقوده العميد بسام ياسين.
ويتوقّع العارفون أن يبقى لبنان ثابتاً في الدّفاع عن حقوقه، مهما اشتدّت الضّغوط عليه، معتمداً تكتيك المطالبة بالحدّ الأقصى للحصول في نهاية المطاف على ما يرضيه ويلبّي طموحه، مستبعدة أن تنجح المناورات الدبلوماسيّة والسّياسيّة التي يلجأ إليها الإسرائيليون َوالأميركيون في تطويعه واإخضاعه إلى معاييرهم في ترسيم الحدود.
وغالب الظن أنّ أي تقدّم في اتجاه التفاهم على الخط الحدودي لن يحصل في وقت توضب إدارة دونالد ترامب حقائبها وتستعد لتسليم السلطة الى الرئيس جو بايدن، إذ أنّ لبنان ليس في وارد منح الهدايا لإدارة راحلة، وبالتالي لا فرصة على الأرجح لتحقيق خروقات إيجابيّة في مثل هذه المرحلة الانتقاليّة.
عماد مرمل

عماد مرمل

اعلامي ومقدم برامج لبناني. حائز على إجازة في الصحافة من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. عمل في العديد من الصحف السياسية اللبنانية. مقدم ومعد برنامج تلفزيوني سياسي "حديث الساعة" على قناة المنار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى