منوعات

خفايا التحقيق مع الشامي يكشف عن مشاركة إرهابيين في “حراك” طرابلس لإثارة الشغب

نهار الجمعة في 25 أيلول الماضي، قامت وحدة من القوّة الضاربة في مديرية المخابرات بالجيش اللبناني، في منطقة كفرشلان المؤدية الى الضنية، بتوقيف الإرهابي أحمد سمير الشامي، الملقب بـ”أنس”، والمنتمي إلى خلية الإرهابي القتيل خالد التلاوي، أحد المشاركين في جريمة كفتون التي ذهب ضحيّتها 3 شبان، وتم إيداعه الجهات المختصّة.
يُعتبر توقيف الإرهابي الشامي “حيّاً” إنجازاً للجيش اللبناني، نظراً لما يمتلكه من معلومات عن الخلايا الإرهابية، إذ تكشف مصادر مطّلعة على مسار التحقيقات أن الموقوف خضع للتحقيق الأربعاء لمدة 9 ساعات تقريباً لدى قاضي التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصّار، فحاول في بعض الأحيان تضليل التحقيق، وابتكار مسارات جديدة له، ليطبّق بذلك ما يتدرب عليه الإرهابي في دورات مخصّصة، مشيرة الى أن الموقوف تحدث بتفاصيل دقيقة عن أمور ظاهرها صحيح وتفاصيلها مضلّلة وكاذبة.

البداية في 2018 والجهوزية عام 2020
ترفض المصادر الدخول في تفاصيل محاولات التضليل، لأن مسار التحقيق لا يزال طويلاً، ولكنها بالمقابل تكشف أن التحقيقات توصّلت الى خلاصات أكيدة في أكثر من مجال ومنها أن المسؤول الأول عن المجموعة الإرهابية هو السوري المقتول محمد الحجار مواليد عام 1993، وكان يضمّ إلى جانبه شخصيات أساسية منهم، السوري يوسف خلف، عمر بريص، خالد التلاوي، الطبيب أحمد اسماعيل، ومهندس الميكانيك عبد الله بريدي، والموقوف اللبناني أحمد الشامي.
وتضيف المصادر عبر “أحوال”: “مجموعة الحجار كانت تضم ما يزيد عن 40 شخصاً، وهي تُعتبر مجموعة كبيرة مقارنة بالمجموعات الإرهابية التي كانت تعمل في لبنان، وهذه المجموعة بدأت تتسلح وتتدرب في العام 2018، وأصبحت جاهزة للقيام بعمليات أمنية في مطلع العام الجاري”، مشيرة الى أن خالد التلاوي أنشأ خلية خاصة به لا يعلم أفرادها هويات أفراد مجموعة الحجار، وتضم الخلية محمد صبرا، منذر شمسين، طارق العيسى، مصطفى مرعي، وشقيق خالد عبد الكريم التلاوي، وآخرين، تسلّحوا وتدربوا في جرود الضنية وفي منطقة عيون السمك.
إرهابيون شاركوا بتظاهرات الشغب في طرابلس..
تشير المصادر إلى أن الإرهابيين أرادوا خلق نزاعات طائفية في الشمال، لذلك هم استطلعوا قرى مسيحية فيه، قبل حادثة كفتون، وكانوا يعولون على تردّي الأوضاع المعيشية في الشمال، وحصول إنشقاقات في صفوف الجيش اللبناني”، كاشفة أن التحقيقات مع الموقوفين أكدت أن بعض عناصر المجموعة الإرهابية شاركوا في تظاهرات “الحراك” في طرابلس وافتعلوا أعمال شغب ضد الجيش اللبناني.
وتضيف المصادر: “لم يكن تمويل المجموعة الإرهابية للحجار ولا خلية التلاوي من السرقات كما قيل، فكل ما حصلوا عليه من السرقات لا يتعدى 10 مليون ليرة لبنانية، بينما ما وُجد بحوزتهم من أسلحة ومتفجّرات، وتجهيزات، وهواتف، وحواسيب، إضافة الى السيارات والدراجات النارية وإيجارات المنازل، يُقدر بحاولي 100 ألف دولار أميركي”، مشددة على أن إعلان مبايعة داعش عبر تسجيل فيديوهات وإرسالها إلى العراق فتحت أمامهم باب تمويل خارجي.
يحاول أحمد الشامي بحسب المصادر لعب دور الصلب خلال التحقيقات، مشيرة إلى أنه عندما هرب من سيارة كفتون حصل على مساعدة 8 أو 9 أشخاص في المناطق التي قصدها، وهؤلاء من أقارب الإرهابيين، كاشفة أن من أدوار الشامي كان تأمين نيترات الأمونيوم لصنع المتفجرات، مع الإشارة إلى أنه يعلم أي عيار هو للسماد الزراعي وأي عيار لأجل المتفجرات.

محمد علوش

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى