ميديا وفنون

فيلم “يوسف” اللبناني: سيكولوجيا البؤس بين الحلم والواقع

يعاني “يوسف” من اضطرابات نفسية تتسبّب بهلوسات تتداخل فيها الأحلام مع الواقع، لكنّ معاناته ستصبح وسيلة لإنقاذ أخيه ورفيقه!

“يوسف” الذي يعيش حياتين، هو شخصية في فيلم لبناني عكس سيكولوجيا الشباب المضطرب في أحياء البؤس، وأطلق في الصالات اللبنانية ليُسلط الضوء على معاناة الشباب اللبناني في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، بالإضافة إلى تأثير الأنظمة السياسية على الشباب المهمش وزجّهم في عالم الجريمة بين لبنان وسوريا لتحسين لقمة العيش.

إنطلق عرض فيلم “يوسف” للمخرج اللبناني كاظم فياض في دور العرض في لبنان بعد رحلة عالمية، وشارك حسين حيدر في تأليف القصة، أما السيناريو فهو من كتابتهما إلى جانب علي منصور، وبطولة حسين حيدر، النجم السوري فايز قزق، والقديرة ختام اللحام، والفنان سام صباغ، وحسن فرحات، ومونتاج كاظم فيّاض، علي فيّاض، وإنتاج الزميل رضوان مرتضى وBlue House Film، وتتولى MAD Solutions مهام توزيع الفيلم في العالم العربي.

لفت الفيلم اللبناني الفتي في تجربة منفذّيه أنظار النقاد في لبنان، بعد النجاح الذي حققه في عدد من المهرجانات الدولية، وكان سبق عرض الصالات للجمهور، عرضاً خاصاً لأهل الإعلام والصحافة والفنانين في غراند سينما مجمع “أ.ب.ث”في فردان.

قصة شاب يدعى “يوسف”، كانت كفيلة وحدها بجعل الأسئلة تتزاحم في عقل المشاهدين حول تأثيرات الحياة الشاقة على سيكولوجيا النفس وتداخل الهلوسات مع الواقع نتيجة الخوف والقلق الذي يلازم الفقراء في بيئات تستغل شبابها في تجارة الممنوعات من السلاح إلى المخدرات مع ما لهذه الحياة من مخاطر ومخاوف.

بهذا الدفق من الأسئلة يترك الفيلم، الذي ينتمي إلى نوع الـPsychological Thriller، علامات استفهام وتساؤلات عن المشاكل اليومية التي يعيشها الشباب اللبناني في عصرنا هذا، من خلال حكاية “يوسف”، الذي يعاني من إضطراب نفسي، يجعل قدرته على التفريق بين الواقع والخيال صعبة.

تقلّبات عديدة عاشها يوسف في الفيلم، جعلته يتوه بين الخير والشر، وجعلت المشاهد يتوه معه، وينتظر الأحداث بفارغ الصبر، وسط حالة من التشويق لتبيان ما ستقود إليه الأحداث، والاستمتاع باللقطات الفنية، والموسيقى التصويرية المتميزة.

بساطة الآداء التمثيلي لشباب يخوض التجرية للمرة الأولى كانت مثار إعجاب لعفويتها وقدرتها على الإقناع، فكان الشباب الثلاثة، يوسف وفراس والألماني، أصحاب الشخصيات الرئيسية مثالاً للشبان الذي تلتقيهم في الأحياء الفقيرة، لغتهم، توترهم، ألعابهم البسيطة وحواراتهم، مثّلت واقعاً حرفياً درامياً.

بدأت الإشادة النقدية تنهال على المستوى الفني للفيلم عبر المواقع الالكترونية ومواقع التواصل ومنهم الناقد خليل حنون الذي أثنى على الفيلم ومخرجه عبر صفحته على فيسبوك، كما كتب الناقد مالك حلاوي “استطاع الفيلم العزف بنجاح على وتيرة الهوية اللبنانية” وشاركه الرأي الناقد جهاد أيوب فكتب “الفيلم يغوص بلبنانيته خارج أفلامنا السابقة الهجينة لبنانياً”.

يذكر أن فيلم “يوسف” حصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان العالم الآسيوي للأفلام، الذي اختتمت فعالياته في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 في لوس أنجلوس، باحتفال أقيم على خشبة مسرح سابان في بيفرلي هيلز.

ونال جائزة أفضل عمل سينمائي أول من مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط، كما شارك في مهرجان دكا الدولي للأفلام في بنغلادش.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى