اقتصاد

شقير أمام القمة الإقتصادية العربية الفرنسية المنعقدة في باريس: لبنان لا يزال يختزن الكثير من الفرص الإستثمارية

شارك رئيس الهيئات الإقتصادية الوزير السابق محمد شقير على رأس وفد من الهيئات الإقتصادية ضم: رئيس إتحاد المستثمرين اللبنانيين جاك صراف، رئيس نقابة المقاولين مارون الحلو ورئيس غرفة التجارة الفرنسية – اللبنانية غابي تامر، في القمة الإقتصادية العربية الفرنسية 2023 التي انعقدت اليوم في باريس تحت عنوان: “شراكة يجب توثيقها في عالم يمر بأزمات”.

وألقى شقير كلمة خلال القمة الإقتصادية شدد فيها على أن “المؤتمر يكتسب أهمية إستثنائية لأنه ينعقد في ظروف عالمية إستثنائية وعلى المستويات كافة، جيوسياسية وإقتصادية بدءًا بتحديات الطاقة والتضخم إلى أزمة المواد الأولية الزراعية والغذائية وصولًا إلى إنهيار بنك سيليكون فالي، لذلك علينا مسؤولية كبيرة أمام مجتمعاتنا لإرساء أرضية صلبة للتعاون المشترك، وهذا يدعونا أيضًا إلى مزيد من التفاعل والتعاون وجمع الطاقات وإستكشاف الفرص للإستثمار فيها وتطويرها بما يساهم بتحقيق النمو الإقتصادي المستدام وتحسين الوضع الإجتماعي”.

وتحدث شقير الإتفاق السعودي – الإيراني برعاية صينية، قائلًا: “إن الإتفاق دشن مرحلة جديدة في المنطقة نأمل أن تؤسس للإستقرار والأمن والسلام لدول وشعوب المنطقة ومن ضمنها لبنان”، متمنيًا على الجميع وخصوصًا الدولة الفرنسية الصديقة دعم هذا الإتفاق لأن شعوب المنطقة بحاجة للإستقرار والسلام اللذين يشكلان ركيزة النمو الإقتصادي والإزدهار والرخاء الإجتماعي.

كما اعتبر شقير أن “هذا الإتفاق من شأنه أيضًا تخفيف التشنج والكباش بين القوى السياسية اللبنانية ويفتح المجال وبشكل كبير لإنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية الذي يعتبر باب الحل في لبنان، لذلك فإن الدول الشقيقة والصديقة للبنان مطالبة بالمساعدة والدفع للوصول سريعًا إلى تسوية تؤدي إلى إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية”، مشيرًا إلى أن الوقت مناسب جدًا والفرصة متاحة للوصول إلى هذا الهدف.

وركز شقير في كلمته على لبنان والأزمات التي يمر فيها، وأطلق صرخة أكد فيها أن هناك مسؤولية معنوية وأدبية تقع على كل أصدقاء لبنان وأشقائه لإنقاذه من التفكك وإعادته إلى سابق عهده.

وقال: “إن لبنان يمر في أصعب أزمة إقتصادية، وهي مستمرة منذ نحو ثلاثة سنوات وأربعة أشهر، وقد أصابت بالصميم بلدنا بكل مكوناته، لكن على الرغم من ذلك فإنه حتى الآن لم تتخذ السلطة أي إجراءات فعلية لمعالجة الأزمة ولم تنفذ أي خطة تعافي إقتصادي ومالي تعيده إلى طريق التعافي والنهوض. وهنا أساس المشكلة وهي بتخلي القوى السياسية عن مسؤولياتها، وهذا الأمر يؤكد أن أزمتنا في لبنان ليست إقتصادية في الأساس، إنما سياسية بإمتياز”.

وأشار شقير إلى أنه “على الرغم من كل ذلك، فإن القطاع الخاص اللبناني إستطاع في العام 2022 من تثبيت أقدامه ووقف التراجع لا بل تحقيق القليل من التقدم، لكن ما يخيفنا هو وضع القطاع العام الذي يعاني أصلًا من مشاكل هيكلية وبنيوية زاد من حدتها تضاءل إمكانات الدولة لتمويله، وهذا ما أدى إلى تعطل خدماته وإقفال الكثير من مؤسساته، والخوف بات الآن من حصول إنهيار شامل لهذا القطاع الحيوي”، مؤكدًا أنه “في العام 2022 إستطاع القطاع الخاص تثبيت أقدامه، لكن الحدث الأبرز يتمثل بتوقيع إتفاق ترسيم حدود لبنان البحرية الجنوبية ودخول دولة قطر الشقيقة كمستثمر أساسي في التنقيب وإستثمار النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية إلى جانب شركتي توتال إنرجي الفرنسية وآني الإيطالية، وهذا بالنسبة لنا تطور إستراتيجي في غاية الأهمية يفتح الآفاق الإستثمارية والإقتصادية بشكل كبير أمام لبنان”.

ودعا شقير المؤتمرين إلى عقد مؤتمر في لبنان يخصص لإستكشاف الفرص والإستثمار في لبنان، خصوصًا أن مجالات الإستثمارات واسعة وهي تتنوع بين الطاقة والخدمات والبنى التحتية والصناعة والمصارف وتكنولوجيا المعلومات وغير ذلك، كما أن لبنان وبموقعه المميز وبقطاعه الخاص لا يزال يشكل مركزًا مميزًا للأعمال وصلة وصل مع دول المنطقة.

وناشد شقير الجميع لإنقاذ لبنان من أكبر تهديد وجودي له وهو أزمة النزوح السوري الآخذة بالتعاظم والتي باتت تهدد كيان لبنان بالصميم، معتبرًا أنه “لا يمكن لبلد صغير مثل وطني لبنان تعداد سكانه الآن نحو 4 ملايين نسمة أن يتحمل أعباء نحو مليوني نازح يتواجدون على أرضه”، محذرًا من أنه “لا يمكن للبنان المنهار أن يتحمل أعباء وأكلاف كبيرة وباهظة جدًا نتيجة النزوح، والأخطر من كل ذلك أن البنية الديموغرافية بدأت تتغير في لبنان، فاللبناني يهاجر فيما يحل مكانه النازح”.

كما حذر من أن “أزمة النزوح معقدة جدًا وهوية لبنان وكيانه في خطر شديد وعلى المجتمعين العربي والدولي الإسراع للمساعدة، وهذا الأمر ليس فقط بالكلام إنما يجب أن يجسد بأفعال ملموسة وعملية”.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى