طوفان الاقصى

“طوفان الأقصى”.. يجرف نتنياهو وحكومته

لن تقتصر تداعيات معركة “طوفان الأقصى” التي ابتدأتها كتائب القسام في السابع من تشرين الأول / أكتوبر على المنحى العسكري فقط، فالأزمات السياسية بدأت تلوح بالأفق أمام رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحزبه.

محللو الصحافة الإسرائيلية

فوفق دانيال بن سيمون، الخبير في شؤون السياسة الإسرائيلية والنائب السابق في الكنيست الإسرائيلي عن حزب العمال، فإن “طوفان الأقصى” الذي أطلقته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد إسرائيل يمثل “بداية سقوط” نتنياهو.

ورغم إقرار سيمون بأن هذه ليست المرة الأولى التي يجري الكلام فيها الحديث عن نهاية المسيرة السياسية الطويلة لنتنياهو، فإنه على قناعة بأن الخطأ الذي ارتكبه رئيس الوزراء الإسرائيلي هذه المرة جسيم للغاية.

ويرى سيمون في تصريح أدلى به لوكالة الصحافة الفرنسية، أن نتنياهو “أخفق في مهمته الجوهرية، التي هي ضمان حماية شعبه. وبسببه، كانت الدولة والجيش غائبين يوم السبت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عند حدود قطاع غزة، لذلك سيدفع الثمن غالياً”.

كما يرى سيمون أن نتنياهو، الذي شغل منصب رئيس الوزراء لمدة 16 عاما، وهي أطول فترة في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي، قد تنتهي مسيرته السياسية إذا خلصت لجنة تحقيق حكومية إلى أنه يتحمل جزءاً من مسؤولية مجزرة جيشه على أيدي مقاتلي حماس خلال طوفان الأقصى، وفق السلطات ووسائل الإعلام الإسرائيلية.

دعا دان شيلون، أحد أبرز الصحفيين ومنتجي التلفزيون الإسرائيلي معلقاً على صورة نتنياهو  “لا تنتظروا، قدموه للمحاكمه فوراً “إنه مجرم حرب”.

أما حنان كريستال، المحلل السياسي الإسرائيلي، فيرى أن نتنياهو غير ملزم قانوناً بما قد يفضي إليه حكم اللجنة الحكومية، بيد أن ضغط الرأي العام الإسرائيلي قد يصل إلى مستوى لا يترك له خياراً سوى الخروج من السلطة، وتوقع أن ينزل الشعب الإسرائيلي عن بكرة أبيه إلى الشوارع إذا لم يحدث ذلك.

كما نشرت صحيفة هآرتس الجمعة رسماً كاريكاتيرياً لزعيم حزب الليكود اليميني يصوّره على شكل بستانيّ يقوم بري الخسّ في بستانه، وعلى كلّ نبتة خس وجه أحد قادة حماس.

ويرى الخبير السياسي عكيفا إلدار أن رئيس الوزراء الإسرائيلي فشل على كل الأصعدة. فقد تجاهل تحذيرات العسكريين. أعطى الأولويّة للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وأهمل الكيبوتسات اليسارية بصورة عامة. و”ظلّ أسيراً لمفهوم خاطئ مفاده أن حماس لن تجرؤ أبداً على مهاجمة إسرائيل بهذه الشراسة”.

وعلاوة على كل ما سبق، يقول كريستال، فإن نتنياهو عاجز عن اتخاذ القرار.

وتنقل وكالة الصحافة الفرنسية عن معلّق في الإذاعة الإسرائيلية -لم تذكر اسمه- قوله إن تشكيل حكومة طوارئ وحكومة حرب تضم المعارضة “كان يفترض أن يحصل في غضون 48 ساعة بعد هجوم المقاومة الفلسطينية. لكن إسرائيل انتظرت 5 أيام، قبل تشكيل تلك الحكومة، وهو ما يصفه المحلل الإسرائيلي بأنه فضيحة حقيقية.

وفي السياق، يرى حزب الليكود أن تشكيل لجنة تحقيق بعد انتهاء الحرب أمر لا مفر منه.

ويقول ميشال بنعامي رئيس مكتب الليكود المكلف بالقضايا الاجتماعية “ستكون هناك لجنة تشكلها حكومة وحدة وطنية، وإن كان (نتنياهو) ارتكب خطأ، فسيضطر إلى دفع الثمن”.

وفي ما يبدو أنه توضيح لمسألة تشكيل اللجنة بعد انتهاء الحرب، يقول بنعامي “في هذه الأثناء، ثمة حرب يجب خوضها، ورئيس الوزراء في موقع قيادي”.

ورغم متاعبه مع القضاء حيث يحاكم في 3 قضايا فساد، نجح نتنياهو في الفوز في الانتخابات التشريعية الأخيرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 والعودة إلى السلطة مستندا إلى تحالف مع أحزاب من أقصى اليمين وتشكيلات يهودية متطرفة. لكن “طوفان الأقصى” قد يجرف حكومته التي توصف بأنها الحكومة الأشد تطرفاً في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي.

المصدر: فرانس برس AFP

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى