مجتمع

منازل الشمال تحنّ الى مياه الدولة وتستجدي الصهاريج!

بعد ان كان لبنان مضرب مثل بين دول العالم لوفرة ينابيعه وغزارة معظمها طوال أيام السنة .تحولت المياه فيه بعد الأزمات المتعددة التي ضربته منذ ثلاث سنوات الى عملة نادرة في المنازل، واذا تأمنت فبكلفة عالية تفوق أسعار المحروقات.

موقع “أحوال” أجرى سلسلة من اللقاءات مع بعض المواطنين ليستطلع الحال التي انحدرت اليها الأمور:

جورج عساف من قضاء زغرتا قال:”كنا نتغنى بوفرة المياه فاصبحنا نستجديها عبر الصهاريج التي باتت تقارب اسعار زيت الزيتون او المحروقات حيث أن اصغر صهريج الذي تبلغ سعته عشرين برميلاً تتخطى كلفته الثلاثمئة الف ليرة بالحد الأدنى لتتخطى الخمسمئة الف وربما أكثر اذا كان المنزل في طبقة عليا.وهذه الكمية تكاد لا تكفي عائلة من اربعة اشخاص اكثر من ثلاثة أو اربعة أيام وبمعنى أن أية عائلة هي بحاجة الى صهريجين في الأسبوع اي ما يقارب المليون ليرة التي هي في الاساس الراتب الشهري لموظف.

أما عبود ضناوي من مدينة طرابلس فيؤكد ان المشكلة الاساسية هي في كهرباء الدولة التي لا نراها اكثر من ساعة او ساعتين في اليوم وهيهات ان تتواءم مع ضخ المياه من محطة التكرير. وبالتالي بات صاحب أي صهريج بمثابة القضاء والقدر للعائلات التي تسكن في الأبنية المرتفعة لأنه بات يتحكم بالاسعار وفق مزاج معين لأنه سيضطر الى تشغيل مضخة الصهريج بقوة أكبر وبمصروف مضاعف والحديث عن الملايين بات بديهياً لأن المليون ليرة باتت قيمتها أقل من مئة الف ليرة.

محمد العبود من عكار لفت الى ان معظم السكان عادوا لإقتناء الحمير أو الخيول لينقلوا عليها المياه من الينابيع التي ما تزال بدون تلوث، فيما وصول مياه الدولة الى المنازل بات من الأحلام لأن محطات الضخ في الآبار متوقفة بشكل شبه كامل بسبب غياب التيار الكهرباء لإيام واسابيع متتالية.

أما في قضاء الكورة فالوضع اسوأ بكثير لأن من لديه بئر مياه لا يستطيع تشغيله الاّ عبر المولدات الخاصة التي تحولت تسعيرة معظمها الى الدولار الأميركي وبات سعر ليتر المياه اذا توفر أغلى من ليتر المازوت بدرجات.

وبات واضحاً أن من هدّد اللبنانيين باعادتهم الى العصر الحجري قد نجح في تحقيق ما يخطط بأقل فترة ممكنة نظراً لأن الكثير من ابناء الوطن ينصبون المكائد لإقرانهم على خلفيات طائفية ومذهبية ومناطقية ولا يفقهون انهم يجرّون انفسهم واقربائهم الى التهلكة.

مرسال الترس

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى