أعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عن “الألم العميق لاستشهاد 3 جنود من الجيش اللبناني خلال قيامهم بواجبهم الوطني، والذي كان استشهادهم في عملية دهم في حورتعلا”، مؤكداً أنّه “لا يمكن لمنطقة بعلبك- الهرمل أن تستمر وتبقى خارج سيطرة الدولة، ومحميّة من النافذين بالسلاح”.
وخلال ترؤسه قداس “أحد المرفع” في بكركي، توجّه الراعي إلى المسؤولين والنواب المعطّلين بالقول: “حوّلتم عرس لبنان إلى مأتم كبير ووشّحتموه برداء أسود من الفقر والجوع والحرمان والتهجير، وترفضون أي نصيحة من الدول الصديقة وكلّ دعوة لانتخاب رئيس”، مضيفاً: “تهجّرون اللبنانيين وتفتحون أبواب البلد للنازحين السوريين… أقول لكم: إرفعوا أيديكم عن لبنان وشعبه”.
وأضاف: “كاريتاس” تبدأ هذا الأحد حملتها السنوية، و”تلتمس مساعدة الجميع كالعادة، فهي عملت على الانفتاح مع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمانحة”.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: “كان يسوع وأمّه وتلاميذه في العرس” (يو 2: 1-2)، قال فيها: “العرس هو فرحة العمر في حياة الإنسان والمجتمع. كم كنّا نودُّ مع الشعب اللبنانيّ أن نعيشَ فرحة عرس العيش معاً في وطنٍ لبنانيّ يؤمّن فيه المسؤولون السياسيّون ولا سيّما نوّاب الأمّة، طيب الحياة للجميع، بانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، لكي تعودَ الحياة الدستوريّة المنتظمة بمجلس نوّابٍ يعود ليكون هيئة تشريعيّة، وبحكومة شرعيّة كاملة الصلاحيّات كسلطة إجرائيّة”.
وختم الراعي: “فيا أيّها المسؤولون السياسيّون والنوّاب والنافذون والمعطّلون بوجه أو بآخر، لقد حوّلتم عرس لبنان وشعبه، وجمال طبيعتِه، وغنى موارده إلى مأتم كبير. ووشحتموه برداء أسود من الفقر والجوع والحرمان والتهجير. تهجّرونه من وطنه، وتفتحون أبوابه لمليونين وثلاث مئة ألف نازح سوريّ، ما بدأ يفوق نصف الشعب اللبنانيّ. ترفضون أيّ نصيحة من الدول الصديقة والحريصة على استقرار لبنان واستعادة قواه، وكلّ دعوة ملحّة لإنتخاب رئيس للجمهوريّة، فتدعون ذلك تدخّلاً ومسّاً بكرامتكم. إنّهم يريدون حمايةَ لبنان منكم، من كلّ عدوّ له يأتيه من الداخل، وانتشال الشعب من براثن أنانيّانكم وكبريائكم ومشاريعكم الهدّامة. فلا لبنان خاصّتكم، بل خاصّة شعبه! ولا الشعب غنيمة بين أيديكم، بل غنى لوطنه لبنان. فارفعوا أيديكم عن لبنان وشعبه. هذه الصرخة نستودعها رحمة الله وأبوّته للجميع، الإله العادل ماقت الشرّ والظلم”.
