انتخابات

“عوكر” تدير المعركة الانتخابية مع السفارة السعودية.. إنفاق مئات ملايين الدولارات!

مصدر يُحذّر من لجوء الأميركيين والسعوديين لتطيير الانتخابات في ربع الساعة الأخير

بلغ الاستحقاق الانتخابي مرحلة حساسة ودقيقة قبيل أسبوعين من موعد حصوله في 15 أيار المقبل، ما فرض تأجيل كل الملفات الأخرى السياسية والنيابية والحكومية والمالية والاقتصادية، الى ما بعد الانتخابات النيابية التي سترسم نتائجها مصير الاستحقاقات المقبلة، من رئاسة المجلس النيابي وتكليف رئيس للحكومة وتشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

لكن رغم تسليم القوى السياسية الخارجية والداخلية بإجراء الانتخابات، إلا أن جملة مخاطر تحيط بمصيرها، كحصول تطورات أمنية دراماتيكية تفرض التأجيل.

وتتوقف أوساط سياسية وأمنية مطلعة عند سلسلة الأحداث التي عصفت بالساحة الداخلية خلال العشرة أيام الأخيرة، متسائلة عن أسبابها وأهدافها وتوقيتها، وما إذا كانت تندرج ضمن مخطط لإشعال الوضع الأمني تمهيداً لقرار خارجي بتأجيل الانتخابات وإدخال البلد في فوضى كبيرة!

ولا يمكن الركون الى تسليم الثنائي الأميركي – السعودي بإجراء الانتخابات في موعدها، بحسب ما تشير الأوساط، طالما لم يضمن الحجم النيابي الذي يريده لفريقه السياسي في لبنان، ولذلك تبقى فرضية تأجيل الانتخابات قائمة حتى قبل الـ24 ساعة من موعد الانتخابات وحتى في يوم الانتخاب نفسه، فقد يقوم الفريق الأميركي – السعودي المتضرر من نتائج الانتخابات بافتعال أحداث أمنية لكي تشكل ذريعة التأجيل.

الخطر الأكبر يأتي من طرابلس في ظل سلسلة أحداث دامية شهدتها، بالتزامن مع تصاعد وتيرة الغضب الشعبي في المدينة حيال محاولة “القوات اللبنانية” اختراق الساحة الطرابلسية من منافذ متعددة، وعلى أحصنة السنيورة واللواء أشرف ريفي وبعض منظمات المجتمع المدني، لتحويل رئيس “القوات” سمير جعجع الى قوة مؤثرة في طرابلس بدعم سعودي، بحسب ما تشير أوساط طرابلسية لـ”أحوال”، الأمر الذي دفع بالقوى الإسلامية والوطنية والقومية في طرابلس من مختلف التيارات والانتماءات، لا سيما تيار الكرامة، الى مواجهة هذا المدى القواتي وعدم السماح له بالتغلغل داخل المدينة التي لم تنسَ الجرائم التي ارتكبت بحقها.

واستبعدت الأوساط اختراق لوائح القوات والسنيورة – ريفي للوائح المدعومة من تيار الكرامة والقوى الحليفة، مشيرة الى حالة من اليأس والإحباط تصيب القوات من تحقيق إنجاز او فوز في المدينة، وهذا ما يعزز فرضية التفجير الأمني، لافتة الى أن من يتجرأ على افتعال مجزرة الطيونة يقوم بافتعال أي حادث مماثل يهدّد الأمن والاستقرار.

وبحسب المعلومات، فإن جعجع أكد للسفير السعودي في لبنان أن لوائح القوات قادرة بالتعاون مع القوى السنية المعارضة لتيار المستقبل، كالسنيورة وريفي ومجموعات المجتمع المدني، كسب أغلب المقاعد النيابية السنية وكتلة نيابية مسيحية تصل الى 20 نائباً، لكن جعجع طلب تكثيف دعوات المراجع الدينية والسياسية لدى الطائفة السنية للجمهور السني للاقتراع بكثافة لهذه اللوائح، كما الضغط على تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري لعدم اتخاذ أي موقف لمنع الجمهور المستقبلي والمتعاطف مع الحريري من التصويت. وترددت معلومات عن توجه السعودية للطلب من الامارات نقل رسالة للحريري تتضمن تحذيراً من أي تصريح أو كلمة يدعو فيها الجمهور المستقبلي والسني لعدم الاقتراع.

وبحسب ما تكشف مصادر في فريق تحالف المقاومة لـ”أحوال”، فإن السفارة الأميركية في بيروت تحولت الى غرفة عمليات لإدارة العملية الانتخابية بالتعاون مع السفارة السعودية في اليرزة، من ترتيب التحالفات واللوائح الانتخابية وكيفية توزيع الحواصل والأصوات التفضيلية وتوزيع الإنفاق الانتخابي على اللوائح”. وتشير المعلومات في هذا السياق، الى أن انفاق مئات ملايين الدولارات على عمل الماكينات الانتخابية والحملات الإعلامية وشراء الأصوات، حيث وصل ثمن الصوت في بيروت الى 500 مئة دولار”.

وتشير جهات سياسية الى أن الهدف الأميركي – السعودي هو اختراق لوائح ثنائي أمل وحزب الله ولو بمقعد واحد، لإظهار أن حجم التأييد الشعبي للمقاومة قد تراجع، إضافة الى كسب أغلب عدد من المقاعد المسيحية لتحجيم التيار الوطني الحر حليف حزب الله، للايحاء بأن الشارع المسيحي عاقب التيار بسبب تحالفه مع الحزب، وبالتالي تقلص الشرعية المسيحية الذي يمثلها التيار للحزب وسلاحه.

والهدف الأهم بحسب المصادر، هو إنجاح اكبر عدد ممكن من المقاعد السنية لخلق كتلة نيابية سنية في المجلس النيابي، تكون برئاسة السنيورة كمنصة لمواجهة حزب الله. وتخلص الجهات للتحذير من أن الفريق الأميركي – السعودي يسعى لتأمين ثلث المجلس النيابي لتعزيز موقعه في الاستحقاقات المقبلة، لا سيما انتخاب رئيس للمجلس النيابي وتكليف شخصية لتأليف الحكومة وتشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس للجمهورية.

وتشير الأوساط الأمنية المذكورة أعلاه، إلى أن الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية يتخذون التدابير اللازمة الى حين الانتخابات وخلالها، وقد وضع مجلس الدفاع الأعلى خطة أمنية بالتنسيق مع كافة الأجهزة للحفاظ على الأمن على مختلف الأراضي اللبنانية منذ الآن الى ما بعد فرز الأصوات واعلان النتائج، لكن لا يمكن الطمأنينة الى حصول الانتخابات في موعدها أو الى بقاء الاحداث والتوتر ضمن سقف محدد.

وتلقي الاوساط الضوء على محاولات استغلال فاجعة قارب الموت في طرابلس كورقة احتياط، من خلال اللعب على وتر الفتنة واتهام الجيش لتأليب أهالي الضحايا عليه للقيام بردات فعل غاضبة ضد عناصره ومراكزه في طرابلس ومناطق أخرى.

وتنظر الأوساط بعين الريبة والخوف من الحملة السياسية والإعلامية الموجهة على الجيش باتهامه بالتسبب بإغراق قارب الموت في طرابلس، رغم كل “الفيديوات” والأدلة والمعطيات التي أبرزتها قيادة الجيش التي تؤكد براءة الجيش عن أي مسؤولية وتضعها على سائق القارب الذي حاول المناورة والالتفاف على باخرة الجيش البحرية، ما تسبب باصطدام القارب بها واختلال توازنها وبالتالي غرقها وسقوط هذا العدد من الضحايا.

محمد حمية

محمد حمية

صحافي وكاتب سياسي لبناني. يحمل شهادة الماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى