قمّة المناخ “كوب27” مهددة بالفشل
حذّر الاتحاد الأوروبي، اليوم السبت، من استعداده للانسحاب من مفاوضات المناخ إذا لم يتم التوصّل إلى نتيجة مُرضية، لكنّه قال إنّه لا يزال يعتقد أنّ في الإمكان إبرام اتفاق بين المفاوضين في قمة “كوب 27” في مصر.
ودعا فرانس تيمرمانس، مسؤول سياسات المناخ في الاتحاد الأوروبي، الأطراف الأخرى في المفاوضات إلى اتخاذ خطوات تتوافق مع جهود الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى اتفاق.
وقال وزير المناخ الهولندي روب يتين إنّه شعر أن قمة “كوب 27″ تتراجع في بعض المجالات بشأن اتفاق المناخ المتفق عليه في غلاسكو العام الماضي، معرباً عن استيائه من حالة المفاوضات.
وقال يتين لـ”رويترز” على هامش القمة: “أعتقد أنّ الجميع ليسوا سعداء حقاً بشأن التقدم الذي تم إحرازه خلال الليل، وما يتعلق بالتخفيف هو ببساطة ليس جيداً بما فيه الكفاية.”
وتابع: “ما زلنا ننتظر بعض النصوص، لكن يبدو أننا نتراجع عن مسار غلاسكو وهذا أمر غير مقبول”.
وتتواصل مفاوضات صعبة، اليوم السبت، في مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 27) الذي مُدِّد ليوم واحد على الأقل في غياب الاتفاق على نقاط خلافيّة عدّة.
الخسائر والأضرار
وعقد مفاوضو نحو 200 دولة، في منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر، اجتماعات ومباحثات ثنائية طوال ليل الجمعة السبت، في محاولة للتقدّم على صعيد النقاط الشائكة.
وتعتبر مسألة “الخسائر والأضرار” من أكثر المسائل تعقيداً التي لا تزال في صلب النقاشات، بعد الفيضانات غير المسبوقة التي شهدتها باكستان ونيجيريا.
وسرى اقتراح جديد غير رسمي، مساء الجمعة، بعد مشاورات قادتها المملكة المتحدة. ويتضمن الاقتراح طرق تمويل “جديدة ومحسنة” من بينها “صندوق” محتمل يموّله شركاء من القطاعين العام والخاص.
وكان “الميسّرون” الرسميّون عرضوا مسوّدة قرار حول هذه المسألة اقترحت 3 خيارات، أحدها يشير إلى إنشاء صندوق تُحدّد آليّات عمله في وقت لاحق.
وتتحفظ الدول الغنية منذ سنوات على فكرة إنشاء آلية خاصة لتمويل هذه الأضرار، خشية أن تواجه مسؤولية قانونية قد تفتح الباب أمام تعويضات لا تنتهي.
وكان الاتحاد الأوروبي سعى لحلحلة هذه العقدة بقبوله بشكل مفاجئ، منذ يومين، مبدأ إنشاء “صندوق استجابة للخسائر والأضرار”. إلا أنّ هذا الصندوق يجب أن يمول من جانب “قاعدة واسعة من المانحين” أي من دول تملك قدرة مالية على المساهمة، في إشارة إلى الصين حليفة الدول النامية في هذا الملف.
الطاقة الأحفورية
ويعتبر مصير الطاقة الأحفورية محور مناقشات مكثفة في “كوب 27″، لأنّها تتحمل المسؤولية الأكبر في الاحترار المناخي منذ الثورة الصناعية.
وكان مؤتمر المناخ في غلاسكو العام الماضي حدّد للمرة الأولى هدفاً يقضي بخفض استخدام الفحم الذي لا يترافق مع نظام لالتقاط ثاني أوكسيد الكربون. وتريد بعض الدول تعزيز هذا الهدف من خلال ذكر النفط والغاز صراحة، الأمر الذي لا يلقى حماسة لدى الدول المنتجة.
ونشرت الرئاسة المصرية للمؤتمر مسودة وثيقة نهائية لا تلحظ إحراز تقدم حول هذه النقطة، ودعت إلى “مواصلة الجهود لحصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية”، في إشارة واضحة إلى أهداف اتفاق باريس للمناخ المبرم العام 2015.
ونصّ اتفاق باريس بشأن المناخ، الذي يشكل الحجر الأساس في مكافحة التغير المناخي، على هدف حصر الاحترار دون الدرجتين المئويتين وإن أمكن بحدود 1.5 درجة مئوية مقارنةً بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
إلا أنّ الالتزامات الحالية للدول المختلفة لا تسمح بتاتاً بتحقيق هذا الهدف، وتفيد الأمم المتحدة بأنّها تسمح بأفضل الحالات بحصر الاحترار بـ2.4 درجة مئوية في نهاية القرن الحالي.