ظهور حالات “قلق كوفيد” نتيجة الإغلاق العام عالميًا.. هل تُصيب اللبنانيين؟
مع اقتراب لبنان من تسجيل 100 ألف إصابة مؤكّدة بفيروس كورونا المستجد، يبحث المعنيون فرض إغلاقٍ عام جديد على مستوى البلاد، بعد الإغلاق الجزئي الذي فُرض مؤخرًا، والذي يبدو أنه لم يعطِ النتائج المرجوّة ولم يساهم في خفض عدد الإصابات، إذ لازالت تُسجَّل يوميًا أكثر من 1000 إصابة مؤكدة، لا بل تخطّت الإصابات حاجز الـ2000 حالة في اليومين الماضيين، وهو أمر لم يسبق أن حصل في لبنان منذ بداية انتشار الوباء، في شهر شباط/فبراير الماضي.
يجتمع المجلس الأعلى للدفاع اليوم في قصر بعبدا، للبحث في الوضع الصحي الحالي في لبنان في ضوء تطورات انتشار وباء كورونا، حيث بات متوقعًا أن يصدر المجلس قراره بإقفال البلد إقفالًا تامًا ابتداءً من يوم السبت المقبل وحتى تاريخ 30 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، بحسب معلومات صحفية، في محاولة للحد من الإصابات بالفيروس في لبنان، في وقت بلغت قدرة المستشفيات على استقبال مرضى كورونا حدّها الأقصى، كما فتك الوباء بعدد من العاملين في القطاع الطبي والصحي.
هذه ليست المرة الأولى التي يفرض فيها لبنان إغلاقًا شاملًا على مستوى البلاد، حيث طُبق هذا القرار في وقت سابق من شهر آذار/مارس الماضي، إلا أن الوضع كان مغايرًا حينها ولم يكن عدد الإصابات قد تخطى المئة، فنجح اللبنانيون في السيطرة، إلى حدّ ما، على سرعة انتشار الوباء، لتعود الحياة إلى طبيعتها تدريجيًا، مع التشديد على ضرورة التقيّد بالتدابير المفروضة.
وكما بات معلومًا، فالإغلاق يُجبر الفرد على التزام منزله وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، ما يعني قضاء المزيد من الوقت في المنزل، بعيدًا عن الأصدقاء والعائلة، الأمر الذي قد يؤثّر على الطريقة التي يشعر بها الفرد، وقد يكون ضارًا بصحته العقلية.
من هنا، أشارت دراسات إلى أنه ومع استمرار تفشي فيروس “كوفيد-19” حول العالم، يزداد القلق والشعور بالتوتر والإرهاق، ما قد ينتج حالات تُسمى “قلق كوفيد”، وتشمل مجموعة من الأعراض، تتمثّل بـ:
العزلة:
يُعد الدخول في حالة إغلاقٍ ثانية مصدر قلق كبير للأشخاص، حيث يشعر الكثيرون بالوحدة. وبحسب الدراسات، من السهل كبح هذه المشاعر من خلال التحدث إلى أحد أفراد العائلة أو إلى صديق، حتى لو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما قد يخفّف من الشعور بالقلق لدى الفرد.
عدم ممارسة التمارين الرياضية:
وجدت دراسة بريطانية أنه من الممكن معالجة مشاعر القلق والتوتر من خلال زيادة مستوى النشاط البدني، ما من شأنه أن يعيد العقل إلى حالة استرخاء أكثر ويخفّف التوتر، وذلك من خلال تشجيع الجسم على إفراز “الإندورفين” وتحسين نوعية النوم لدى الفرد.
قلة النوم:
أشارت الدراسات إلى أنه خلال الإغلاق الأول، واجه العديد من الأشخاص كوابيس تتعلق بالمرض جعلتهم يشعرون بالإرهاق، حيث أن قلّة النوم يمكن أن تسبّب القلق وزيادة الانفعال، لذا فمن المهم الحصول على “روتين” جيّد من خلال أنماط النوم المنتظمة، بالإضافة إلى تجنّب الإفراط في تناول “الكافيين” مساء.
إذًا، قرار الإغلاق التام قد يبصر النور اليوم ليتم تنفيذه بعد أيام، رغم الاعتراضات التي تواجهه من البعض نظرًا لتأثيره السلبي على الوضع الاقتصادي، المتدهور أصلًا، في لبنان، والذي من الطبيعي أن يعود أدراجه إلى الخلف في الأيام الـ15 المقبلة خلال فترة الإغلاق. ولكن هل سيجابه اللبنانيون حالات “قلق كوفيد” خلال فترة الإغلاق، أم أنهم سيتمكنون من خوض هذه المعركة بنجاح والنجاة دون أضرار؟
ياسمين بوذياب