مجتمع

من سيقطف تفاح لبنان هذه السنة؟

هموم المواسم الزراعية في لبنان تكاد لا تنتهي، ولكنها تتنوع بين موسم وآخر. فاذا لم تقع فريسة ظروف مناخية غير طبيعية في الصيف او الشتاء، حيث تطيح بها العواصف الثلجية تارة او حبات البرد القسم الأكبر من المواسم. وأحياناً الحر الشديد، ليأتي عدم التصريف، أو المضاربة من البضائع المستوردة لتقضي على ما يتبقى من آمال وسط غياب تام من أي دعم ملموس من قبل الحكومات المتعاقبة.

في نهاية هذا الصيف الذي شهد التهاباً لإسعار الدولار الأميركي وبداية فصل الشتاء وقع مزارعو التفاح في أزمة قطاف الموسم الذي يتكئ عليه العديد من المزارعين ولاسيما في المناطق الجبلية.

موقع “احوال” تواصل مع أحد ابرز التجار في قضاء زغرتا – الزاوية وصاحب أحد برادات المنطقة بدوي ديب الذي أكد ان المزارعين ليسوا أمام مشكلة وإنما أمام كارثة فعلية إن لجهة جني المواسم أو لجهة وضعها في البرادات او تسويقها.

ورداً على سؤال حول تسويق بعض المناطق لفكرة أن يقوم شبان وشابات لبنانيون بالعمل في قطف الموسم فقال: لقد تم التداول بهذه الفكرة منذ بضعة اسابيع وقبيل البدء بموسم القطاف. ولكنني لم ألمس ذلك التجاوب الذي قد يؤدي الى استبدال اليد العاملة الأجنبية (ولاسيما السورية منها) بشكل كامل بيد عاملة لبنانية، مع إننا ابدينا الرغبة في دفع بدل إيجار محترم مع العلم اننا على قناعة بان الشاب اللبناني بشكل عام غير مؤهل لأن يعطي نتيجة مماثلة للعامل الأجنبي.

وبعد أن أشار ديب الى أن إجرة العامل اليومي تتراوح بين مئتين ومئتين وخمسين الف ليرة لفت الى أن المشكلة الأكبر هي في البيع حيث أن سعر الصندوق الواحد سعة ( 25 كيلوغرام) لن يتعدى الست او سبع دولارات، في حين ان الكثيرين سيعمدون الى تصريفه بين اربعة وخمس دولارات. بينما ستكون تكلفة تبريده حتى نهاية شهر آذار 2023 بين خمس وست دولارات.

الى ذلك تواصل موقع “أحوال” مع عدد من الشبان لاستطلاع رأيهم حول المشاركة في القطاف فقال جورج الخواجه (25 سنة) من قضاء زغرتا:”إنها فكرة جيدة، ولكن تطبيقها ليس بالأمر السهل لأن معظم الشباب يهتمون بدراستهم الجامعية ولا اعتقد أن بمقدورهم سد أي فراغ في هذا المجال مهما كان المردود اليومي له.

أما طوني طوق (23 سنة) من قضاء بشري فأكد رغبة العديد من الشباب والشابات في المساعدة بقطاف موسم التفاح ولكن الرغبة شيء والتنفيذ العملي آمر آخر ، واعتقد أنه من المستحيل الاستغناء عن اليد العاملة الأجنبية.

وفي كل الظروف سيبقى المزارع هو الذي سيتحمل الهموم على اختلافها قبل ان يصل الى نهاية أي موسم وهو مطمئن كما كان يحصل في العقود السابقة.

مرسال الترس

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى