هل يتواصل انخفاض سعر صرف الدولار وما علاقته بعودة الحريري؟

شهدت السّوق السوداء انخفاضاً في سعر صرف الدولار، بمجرّد عودة طرح اسم رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري كمرشّح لتأليف الحكومة العتيدة، من دون أن يكون هناك أي متغيّر في السياسة الإقتصاديّة، أو تبدّل في أسباب إنهيار الليرة اللبنانيّة.
الخبير المالي دان قزي شرح في حديث لـ” أحوال” سبب هذا الإنخفاض ومدى إرتباطه بعودة الحريري، لافتاً الى أن “السّوق يتأثّر بالحركة والظروف الإقتصاديّة الموضوعيّة وبالأجواء السائدة، أو ما يمكن إعتباره العامل النّفسي للسّوق، والذي تساهم عوامل عدّة في جنوحه نحو الإيجابيّة، التي قد يشعر بها البعض مع عودة الحريري الى سدّة رئاسة الحكومة”.

وتابع قزي “يتفاعل السّوق اللبناني بشكل إيجابي مع عودة طرح اسم الحريري، إلا أنّه لا يمكن الإرتكاز على هذا الأمر لتوقّع تحسّن سعر صرف الدولار، أو عودة تعافي الليرة اللبنانيّة، التي ستواصل انهيارها، في حال لم يكن هناك مسار جدي لايقاف تراجع قيمتها”.
وأشار  الى أن تحسّن قيمة الليرة اللبنانيّة يستوجب إما وقف تسرّب الدولار خارج  لبنان، أو توفير كميّة دولارت أكبر من التي تخرج من البلد”.
وأضاف قزّي “علينا أن نسأل هل سيكون الرئيس الحريري قادراً على تقديم نموذج مختلف في المقاربة والمعالجة الإقتصاديّة؟ كما أن الأمر مرتبط أيضا بأسماء الوزراء الذين ستضمّهم الحكومة العتيدة، اذا كانوا فعلاً من الاختصاصيين، وسيحظون بالدّعم السياسي المطلوب، بما يوفّر التكامل وتضافر الجهود بين مجلسي النواب والوزراء”.
وتابع “من المهمّ جدّاً أن يرتكز الوزراء على مستشارين يتمتّعون بالمهنيّة والكفاءة، فضلاً عن ضرورة تضافر جهود مختلف القوى السياسيّة، للخروج من هذا المأزق، ولذا لا أعتقد أنّه قد يكون مفيداً بقاء أي مكوّن خارج التشكيل الوزاري المقبل الذي يجب أن يضمّ أيضاً ممثلي عن الحراك، لأنّ ذلك سيؤثّر حتماً على محاولة تجاوز الأزمة”.

وختم قزّي “إذا تمّ تشكيل حكومة جديّة، تجمع وزراء من الكفاءات، يمكن أن نوقف النزيف المالي والاقتصادي، ووضع اللبنة الأولى في مسيرة التّعافي، لكن إذا استمرّت حالة المراوحة، وبقي على الوضع على ما هو عليه، سنكون أمام مرحلة أصعب بكثير من التي وصلنا اليها”.