الموقف الحكومي من “المسيرات” كان مقبولاً: من غير المجدي ربط الموقف الرسمي بموقف المقاومة
بعد اجتماع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب واتخاذ موقف “متوازن” من قضية المسيرات التي أطلقتها المقاومة فوق حقل كاريش، تبرأت الحكومة من خلاله من المسيرات، لم يردّ حزب الله، على اعتبار أن الموقف كان متوقعاً حيث لا يمكن أن تتحمل الحكومة مسؤولية فعل قامت به المقاومة، وعلى هذا الأمر يوجد شبه اتفاق بين المقاومة والمسؤولين اللبنانيين.
يستفيد لبنان الرسمي من وجود المقاومة وقوتها لكنه لا يقيّد نفسه بها، تماماً كما هي لا تقيّد نفسها به، فرغم حديث أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله عن وقوف المقاومة خلف الدولة في مسألة الترسيم، إلا أنه ترك يومها هامشاً لتحرك المقاومة منفردة، وهو ما قامت به بسبب معطيات عديدة جعلت الرسالة ضرورية في هذه المرحلة بالتحديد.
من حيث الشكل تعرض موقف الحكومة لانتقادات كثيرة، تقول مصادر سياسية متابعة، لكن ضمنياً كان الموقف الحكومي جيداً إذ أنه من غير المجدي، بحسب المصادر، ربط الحكومة بالمقاومة والعكس، والأفضل ترك هذا الهامش للتحرك، وما يهمّ المقاومة ليس موقف الحكومة بقدر ما يهمها موقف المفاوض اللبناني الرسمي أي رئيس الجمهورية، وهو الذي سيعرف كيف يستغل ورقة القوة هذه.
ترى المصادر أن تحركات حزب الله ستجعل التفاوض أسرع، لا العكس، مشددة على أن المنطقة لن تكون مقبلة على حرب بسبب ملف الترسيم بل على العكس ستكون مقبلة على مرحلة من التهدئة، قد تسبقها بعض المناوشات كالتي حصلت، والمرشحة لان تحصل مجدداً بحال استمر المفاوض الأميركي على نفس وتيرة العمل التي تتضمن تضييع الوقت عمداً تمهيداً لنجاح عملية استخراج الغاز من كاريش، معتبرة أن هذه المناوشات ستدفع باتجاه تحقيق إنجاز ما في ملف الترسيم، يسبق فصل الشتاء الاوروبي، ومن هنا جاء موعد أيلول الذي تحدث عنه عبد الله بو حبيب.