“بيروت 6:07” مأساة انفجار بيروت في مسلسل ينطلق ودماء الضّحايا لم تجفّ بعد
ثلاثة أعمال تعرض عن انفجار بيروت والتحقيق لم ينتهِ بعد
لم تجف بعد دماء ضحايا انفجار المرفأ، ولم تخبُ رائحة الحرائق، ولا تزال المباني تلملم ما تبقّى من أشلائها قبل بدء موسم الشّتاء، حتى كانت مجموعة MBC قد أنجزت عملاً عن الانفجار، ليس بفيلم وثائقي، ولا بشهادات حيّة لناجين، بل مسلسل تلفزيوني درامي لقصّة لم تكتب نهايتها بعد.
العمل يحمل عنوان “بيروت 6:07” الساعة التي وقع فيها انفجار هزّ العاصمة اللبنانيّة ووصلت أصداؤه إلى نيقوسيا، والذي لا يزال بعض ضحاياه ينامون في غيبوبة منذ ذلك اليوم وسط عجز الطّواقم الطبيّة، ولا تزال التحقيقات مستمرّة والحقيقة غائبة.
15 قصّة تختصر مأساة بيروت
عن العمل الجديد تقول مجموعة MBC في بيانٍ لها، إنّه “مسلسل تلفزيوني هادف، من إنتاج شركة “أيماجيك جروب” – Imagic Group’s The Big Picture Studios، أُريد له أن يكون تكريماً لأرواح الضحايا والمفقودين، ووقوفاً عند الخسائر المادية والمعنوية الهائلة من جرّاء انفجار مرفأ بيروت”.
يتضمّن العمل 15 قصة قصيرة مستوحاة من أحداث واقعية وأشخاص حقيقيين، وتعتمد حبكة الحلقات على رواية الأحداث المختلفة التي وقعت قُبيل الانفجار وبعده، حيث تمتد كل قصة لنحو 7 دقائق تحت إدارة مخرج مختلف لكل حلقة.
النّوايا حسنة، أقلّه نوايا الفريق الذي أنجز العمل من دون أجر، كما أنّ الشركة املنتجة قامت بتوفير المعدّات مجاناً حسب البيان المرسل من “مجموعة MBC” ومنصّة “شاهدVIP ” المنضوية تحت مظلتها، والتي أكّدت أنّها بدورها ساهمت بتغطية تكاليف طواقم الإنتاج والتصوير.
“بيروت 6:07” سيبدأ عرضه على “شاهد VIP” اعتباراً من 17 تشرين الأوّل الجاري في تمام الساعة 06:07 دقائق. فيما يبدأ عرضه على قناة MBC4 اعتباراً من 22 تشرين الثاني في عيد الاستقلال.
المشاركة التطوّعية
وعن العمل المنتظر، تشير مجموعة MBC “أن أُسر الضحايا الحقيقيين أبدت موافقاتها على تبنّي قصصهم في العمل، حتّى أن بعضهم شارك بنفسه في تطوير خيوط المسلسل”.
وقد صُوّرت كل حلقة من حلقات “بيروت 6:07” كقصة قائمة بذاتها، وبمعزل عن باقي الحلقات، على مبدأ الحلقات المنفصلة المتصلة، وتروي كل حلقة قصة ضحية أو ناجٍ أو بطل، وذلك من خلال عيون وعدسة مخرج وفريق عمل مختلفين عمل كل منهم مجاناً لهدفٍ إنساني.
ماذا يقول مخرجو العمل وصنّاعه؟
شهد مسلسل “بيروت 6:07” مشاركة 15 مخرجاً، اختار كلٌّ منهم أن يسهم في بلسمة الجراح على طريقته، وأن يعبّر من خلال تجربته ورؤيته الإخراجية عن كل ما آمن به وعاشه وكان جزءاً منه. فماذا يقول كل منهم عن العمل؟
إنغريد بواب
“قمنا جميعاً بتوظيف مهاراتنا وخبراتنا للمساهمة في تسليط الضوء على ما حصل في بيروت، وإيصاله إلى العالم بأسره. بالنسبة لي، اقتضت طريقتي في التعبير تجميع فريق كامل للعمل ليلاً ونهاراً بدون مقابل، وذلك كي نتمكّن من سرد قصتنا كوسيلة للمساهمة في التعبير عما جرى، وبالتالي إيصال صوتنا إلى العالم بأسره حول مأساة في بيروت، على أمل أن تبقى لغة التواصل تلك قائمةً وفاعلةً ومستمرة.”
مازن فايد
“في عصرنا هذا، أصبح نسيان المأساة أمراً حتمياً بمجرد توقف شبكات الأخبار عن بث السبق الصحفي والأخبار العاجلة المتعلّقة بها. علاوةً على ذلك، فإن الشعب اللبناني تحديداً، ونظراً لتاريخه الطويل في المعاناة والمآسي، بات أكثر ميلاً للنسيان والمضي قدماً. السؤال الذي يبقى مطروحاً هو: ما مصير هؤلاء الضحايا وعائلاتهم؟ هل فقدوا حياتهم عبثاً؟ من واجبنا كمخرجين وفنانين أن نحافظ على الذكريات حية في العقول والقلوب والضمائر، وأن نُذكّر الجميع بأن أولئك الضحايا كانت لديهم أحلام وآمال وطموحات حُرموا منها في لحظة واحدة نتيجة الإهمال واللامبالاة. إن ما حدث لهم يمكن أن يصيب أي فردٍ منا. ما علينا فعله اليوم هو تكريم الضحايا”.
كارل حديفه
“من دواعي الفخر والامتنان أن أكون جزءاً من هذا المشروع. حاولتُ قدر المستطاع أن أبذل أقصى ما في وسعي.. وعلى الرغم من ذلك، انتابني شعورٌ بأن كل ما قمت به وقدّمته من مجهود لم يكن كافياً! إن خبرتي المهنية لا تشمل أعمال البناء والإعمار، وعلى الرغم من ذلك فإن مساهمتي في هذا المشروع أتاحت لي أن أضع بصمتي الشخصية، وأن أسخّر خبرتي الإخراجية ولغتي المفضلة، وهي اللغة البصرية السينمائية، في تقديم العون الممكن.”
كارولين لبكي
“يملأ الفخر قلبي، ويشرفني بحقّ أن أكون جزءاً من مشروع “بيروت 6:07″، الذي أتاح لي أن أُسهم في تكريم ضحايا انفجار بيروت المدمّر. ونظراً لكوني مخرجة، فقد قرّرت المشاركة بطريقتي الخاصة في ردّ الجميل للمدينة التي أحبّها وأعتزّ بها؛ وآمل بصدق أن نكون قد وُفِّقنا في تكريمها وتكريم أبطالها الذين سقطوا بشكل مشرّف.”
إميل سليلاتي
“بعد وقوع الانفجار، شعرتُ بإحباطٍ شديد. وددتُ المساعدة عبر تسخير كاميرتي وخبرتي الإخراجية، وفجأةً أطلّ مشروع “بيروت 6:07″ في الوقت المناسب تماماً! لقد سيطرَت الأجواء الإيجابية على المشروع برمّته، فقد ألهمتنا قصص البطولة الحقيقية ومنحتنا القدرة للمضي بمشروعنا إلى مستوى أكثر تطوراً ورقيّاً.. مستوى قوامه الإنسانية المطلقة والتعاطف الوجداني. أنا في غاية الامتنان لمنحي هذه الفرصة التي كانت بمثابة الملاذ النفسي والعاطفي الذي أبحث عنه.”
وسيم سكر
“بعد الانفجار المأساوي الذي هزّ بيروت، شعرت بأنني محطّم وعاجز كلياً. لذا كان لا بدّ من القيام بعملٍ ما.. بدى جليّاً أن ثمة شيء بحاجة إلى التغيير الجذري. هكذا، عقدتُ العزم على المشاركة من خلال القيام بالعمل الذي أجيده على أحسن وجه. لطالما آمنتُ بالقوة الكامنة للسينما والطاقة المتولّدة من رواية القصص الملهمة.. وها هو الوقت المناسب قد حان لنقل قوة ذلك الانفجار إلى قلب وعقل وضمير كل إنسان – مشاهد، على أمل أن يفلح ذلك في إيقاظنا من حالة الغيبوبة والنسيان التي نغرق فيها”.
ساندرين زينون
“كغيري من اللبنانيين، عشتُ انفجار 4 أغسطس بكل تفاصيله. فقدتُ منزلي، وكدتُ أفقد شقيقتي، كما أصيب كثير من معارفي وأصدقائي.. وبعد مضي أكثر من شهرين، ما زال التحقيق يراوح في مكانه! الأدلّة أُحرقت! والكثيرون ما زالوا في عداد المفقودين! ويبدو أن معظم من حولنا قد اختار أن ينسى ويمضي قدماً في حياته. بالنسبة لي، اخترتُ العمل ضمن هذا المشروع لتذكير الجميع بأن الضحايا الذين سقطوا هم أشخاص حقيقيون، حملوا أسماءً، وعاشوا قصصاً وتجارب، وكانت لديهم بيوت وعائلات وأحلام وآمال.. لذا لا ينبغي أن يُنسَون إطلاقاً.”
مشاريع بالجملة عن الانفجار
ليس المسلسل الجديد هو الوحيد الذي يعالج مأساة انفجار المرفأ، إذ يقوم المخرج فادي حداد بالإعداد لفيلم يتناول مأساة الانفجار، كما تقوم شركة “الصباح” بإعداد مسلسل بعنوان “العنبر 12″، كل هذا والتحقيق لم ينتهِ والقصص لم تكتب لها نهاية.
زينة برجاوي