طبيب يعلن عن وجود حالتي جدري القرود في لبنان
أشار الطبيب محمد فهمي خروب في موضوع جدري القرود ووصول حالة منه إلى لبنان إلى أنه تواصل معه احد المرضى و”كانت عليه علامات المرض”. وفي حديثٍ لـ”الجديد” رأى أنّ “المشكلة ليست وجود حالة إنما في وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الابيض الذي هو قائد الجيش الابيض”. هذا وانتقد أداؤه كوزير وفريقه الطبي معتبرًا أن “لا رؤية له ولا خطة للتعامل مع الحالات واتخاذ الاجراءات الاحترازية اللازمة “. وكشف أنه ورده أنّ “هنالك حاليتن وافدتين من جنوب إفريقيا”.
ووصف اداء وزارة الصحة في هذا الإطار قائلًا: “أداء الوزارة مرحلة سوداء في تاريخ لبنان على الصعيد الصحي”. وأشار إلى أنّ “فحوص الـ PCR ليس متوفرةً في لبنان ونحتاج إلى إرسال الفحوصات إلى الخارج لنجريه”. وقال: “وزير الصحة يتجاهل كل ما له علاقة بالقطاع الصحي”.
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في عام 1980 أن مرض الجدري قُضِي عليه؛ لذلك، من المثير للدهشة أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA اعتمدت في شهر يوليو 2018 أول دواء لعلاج الجدري. يعمل مضاد الفيروسات -الذي يُطلق عليه TPOXX (تيكوفيريمات) الذي صنعته شركة «سيجا تكنولوجيز» بمدينة نيويورك- على تثبيط بروتينات الخلايا البشرية التي تسمح لفيروسات الجدري بنسخ نفسها والانتشار. في الواقع لم يُجرّب تيكوفيريمات على فيروس الجدري لدى البشر، بل جرَّبته الشركة على القرود المصابة بمرض جدري القرود والأرانب المصابة بمرض جدري الأرانب، لتكتشف أنه أسهم في بقاء أكثر من 90% من الحيوانات على قيد الحياة (D. W. Grosenbach et al. N. Engl. J. Med. 379, 44–53; 2018). كان هذا كافيًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية للموافقة عليه للاستخدام البشري، ولا سيّما أن التجارب السريرية لمثل هذا المرض القاتل مستحيلة عمليًا.
وثمة دواء آخر مضاد للفيروسات -CMX001 (برينسيدوفوفير)- سيلحق بتيكوفيريمات قريبًا. ففي شهر يونيو 2018، منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الشركة المُطوّرة للدواء، «تشيمريكس أوف دورهام» في ولاية نورث كارولينا، مراجعة عاجلة للدواء، باعتباره عقارًا يُعالج مرضًا نادرًا؛ أي علاجًا لمرضٍ يصيب عددًا ضئيلًا من البشر -كما تأمل بالتأكيد كل الأطراف المعنية- ومن ثمَّ ليس ذا جدوى اقتصادية.
وضعتْ تلك الموافقات الولايات المتحدة على المسار الصحيح للوفاء بالمعايير المطلوبة للدفاع في مواجهة الأسلحة البيولوجية التي صِيغت ردًا على هجمات الأنثراكس عام 2001 التي أودتْ بحياة خمسة أشخاص. وفي عام 2009، أوصى معهد الولايات المتحدة للطب بتخزين لقاحات مكافحة الجدري في البلاد وتطوير عقارين على الأقل مضادين للفيروس، يعملان على مهاجمته من خلال آليات جزيئية مختلفة للحؤول دون أن يصبح مقاومًا للعقاقير.
وعلى الرغم من أن تطوير علاجات لمرض منقرض يبدو وكأنه إهدار للموارد، فظهور الجدري مجددًا لا يزال يشكّل تهديدًا واقعيًا.