اللوائح تتشكل تباعاً في عكّار: حضور العائلات يُعوّض غياب “المستقبل”
يسير المشهد الإنتخابي في دائرة الشّمال الأولى (عكّار) بشكل تصاعدي، وتشهد اللقاءات والإتصالات المتعلقة بتأليف اللوائح نشاطاً مكثفاً، مع اقتراب باب إقفال تسجيل اللوائح في 4 نيسان المقبل، والذي يسبقه في 30 آذار الجاري إقفال باب الإنسحاب من السباق الإنتخابي المرتقب في 15 أيّار المقبل.
ويبدو واضحاً للعيان الحماسة الكبيرة في اوساط النّاخبين في عكّار، وخصوصاً النّاخبين السنّة الذين يشكّلون قرابة 70 في المئة من مجمل ناخبيها، عكس ما هو الوضع عليه في بقية الدوائر اللبنانية الأخرى، إذ يظهر جلياً أنّ المزاج الشّعبي والإنتخابي في عكّار لم يتأثر على نحو كلّي بانسحاب الرئيس سعد الحريري وتيّار المستقبل من السباق الإنتخابي في دائرة لطالما اعتبرت الخزّان الشّعبي للتيّار الأزرق.
هذه الإندفاعة السنّية نحو المشاركة في عملية الإقتراع وعدم المقاطعة، يردّها الخبير في الشأن الإنتخابي الدكتور إيليا إيليا إلى أنّ “الإنتخابات في عكّار لطالما أخذت طابع التنافس العائلي أو الشّخصي، وأنّ تيّار المستقبل ركب هذه الموجة حينما دخل إلى عكار منذ إنتخابات 2005، معتمداً على شخصيات لها جذور شعبية في المنطقة، أو مستنداً إلى بيوتات سياسيّة معينة، وليس العكس”.
وأشار إيليا إلى أنّ “الإنتخابات المرتقبة في عكّار لا تعني من قريب أو بعيد المزاج السنّي المحبط والمقاطع للعملية الإنتخابية، والمرتبط بالعزوف كما هو الحال في بقية الدوائر”، ما جعله يتوقع، وفق إستطلاع للرأي أُجري مؤخّراً في عكّار، أن تكون نسبة الإقتراع مرتفعة، وتتراوح بين 42.5 إلى 44 في المئة”.
وبما يتعلق بتوزيع مقاعد عكّار السّبعة، 3 سنّة و2 روم أرثوذكس و1 موارنة و1 علوي، فقد توقع إيليا أن “تحصد لائحة المحسوبين على تيّار المستقبل 4 حواصل، ولائحة التيّار الوطني الحر وفريق 8 آذار حاصلين، في حين سيذهب الحاصل السّابع إلى اللائحة التي يعمل على تشكيلها الرئيس نجيب ميقاتي بالتحالف مع شخصيات محليّة”.
هذه اللوائح كانت قد بدأت تتبلور تباعاً. فلائحة المحسوبين على تيّار المستقبل التي سميت لائحة “الإعتدال الوطني” والتي تضم أغلب نوّابه السّابقين في عكّار إلى جانب مرشحين جدد، تكوّنت من النائبين وليد البعريني ومحمد سليمان والمرشح إبراهيم المصومعي (سنّة)، النائب هادي حبيش (موارنة)، سجيع عطية وجولي حنّا (روم أرثوذكس) وأحمد رستم (علوي)، وهي عقدت مؤخّراً إجتماعاً لجميع أعضائها في منزل البعريني في طرابلس، حيث تم التوافق أن تعلن اللائحة رسمياً في 2 نيسان المقبل، بعدما تجاوزت نقاط الخلاف الكثيرة التي مرّت بها.
أمّا لائحة تحالف التيّار الوطني الحرّ وفريق 8 آذار، فإنّها باتت تضم مبدئياً كلاً من النائب السّابق محمد يحيى (سنّة) من غير أن يُحسم الإسمين السنّيين الثاني والثالث بعد، والنّائب عن التيّار الوطني الحر أسعد درغام وشكيب عبود مرشّح الحزب السّوري القومي الإجتماعي (روم أرثوذكس)، ومرشّح التيّار الوطني الحرّ جيمي جبّور (موارنة) ومرشّح حزب البعث عمّار الأحمد (علوي).
وبرغم أنّ هذه اللائحة أعطتها إستطلاعات الرأي إمكانية الفوز بحاصلين، إلا أنّ إنقسام مرشّحي القومي بين جناحين، ووجود 3 مرشّحين له في عكار، هم الى جانب شكيب عبود كلّ من عبد الباسط عباس (سني) وسلفادور مطر(روم أرثوذكس)، ما من شأنه أن يُشتت أصوات القوميين وينهي أي أمل لهم بالفوز بأحد مقاعد الدائرة.
أمّا اللائحة المدعومة من ميقاتي فتشير المعلومات إلى أنّها تضم مبدئياً منسق تيّار العزم في عكّار هيثم عز الدين وعلي طليس (سنّة)، من غير أن يُحسم الإسم السنّي الثالث الذي تشير معلومات إلى أنّه يحتمل أن يكون النائب السّابق طلال المرعبي، وبرئاسته، إيلي ديب وزياد رياض رحّال (روم أرثوذكس)، جوزيف مخايل (موارنة) وأحمد الهضّام (علوي).
في غضون ذلك، ما تزال القوات اللبنانية التي رشحت وسام منصور (روم ارثوذكس) ونقيب المحامين السابق في الشمال ميشال خوري (موارنة) تبحث عن حليف سني لتشكيل لائحة معه يعوضها ابتعاد تيار المستقبل ومرشحيه عنها، ما بات يهدد فعليا استمرارها في الحفاظ على المقعد الذي نالته في الانتخابات الماضية وكان من نصيب النائب وهبي قاطيشا (ارثوذكس)، بفضل اصوات تيار المستقبل الذي تحاف معها عامها.
تبقى بعض الشّخصيات البارزة في عكّار التي لم تستطع دخول أيّ لائحة مثل النّائب السّابق خالد ضاهر ومحمد هوشر (الجماعة الإسلامية) ووسيم المرعبي (الجامعة المرعبية)، فضلاً عن مرشّحي المجتمع المدني وحَراك 17 تشرين ما يزالون يسعون وراء لوائح تسهّل عليهم خوض الإنتخابات المرتقبة.
عبد الكافي الصمد