الدبلوماسيّة الفرنسيّة فشلت وهذه حقيقة اتصال ماكرون بولي العهد السعودي
على مدى ساعة من الوقت، حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شرح أسباب فشل محاولة إنجاح مبادرته في لبنان، فلم يجد أفضل من الهجوم على حزب الله لفعل ذلك، ولو أنّه حمّل الجميع مسؤولية، حتى الإدارة الأميركية التي فرضت العقوبات، فهل لا تزال المبادرة الفرنسية قادرة على الحياة؟
مبادرة مجهولة المصير
يرى الصحافي والكاتب السياسي ماهر الخطيب أنه كان من الواضح في المؤتمر الصحافي أن الرئيس الفرنسي مأزوم، كما القوى السياسية اللبنانية، بعد أن وضع كل ثقله في المبادرة التي كان يقودها شخصياً، حيث كان هو من يتولّى الاتصال بعدد من القيادات اللبنانية.
لذلك، بحسب الخطيب، فقد حرص ماكرون على التأكيد أكثر من مرة على أن ما حصل لا يعني فشله هو شخصياً أو فشل فرنسا، لكن من الناحية العملية اعتذار مصطفى أديب يمثّل خسارة وفشلا للدبلوماسية الفرنسية.
ويضيف الخطيب في اتصال مع “أحوال”: “حاول الرئيس الفرنسي رمي المسؤولية على القادة اللبنانيين، إلا أنه تجاوز الخطوط الحمراء في هجومه على “حزب الله” و”حركة أمل”، الأمر الذي سيصعب عليه مهمته في المرحلة المقبلة، رغم تهديده بالعقوبات في إطار حديثه عن الخيارات السيئة”، مشيرا الى أنه من حيث المبدأ، خسر الجانب الفرنسي دور الوسيط الذي كان يسعى إليه على مستوى الأزمة اللبنانية، بعد أن اختار الانحياز إلى الخطابين السعودي والأميركي، نظراً إلى أنّه لا يملك القدرة على فرض أي حل على الساحة اللبنانية لا يحظى برضى الجانبين الأميركي والإيراني.
ويضيف: “انطلاقاً من ذلك حدّد ماكرون مهلة 6 أسابيع، التي تعني تأجيل المبادرة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، وبالتالي هي باتت معلقة إلى حد بعيد ولا يمكن توقع نجاحها في إحداث أي خرق إلا إذا حصل تطور كبير في البلاد، الأمر الذي يرجح فرضية استمرار بقاء حكومة تصريف الأعمال طويلاً، طالما أن خيار الذهاب إلى حكومة لون واحد مستبعد في الوقت الراهن. وبالتالي الساحة اللبنانية، بالتزامن مع تدهور الأوضاع المالية والاقتصادية وبدء عمليات رفع الدعم عن السلع الأساسية من قبل مصرف لبنان، على موعد مع جولة كبيرة من التصعيد السياسي والاعلامي، تقوم على تحميل “حزب الله” مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، ستترافق مع عودة التحركات في الشارع بشكل أكبر.
ماكرون… المندوب السامي
اختلف اللبنانيون حول كلام ماكرون، فكل طرف منهم أخذ ما يناسبه من المؤتمر الصحافي ليتباهى به، ولكن هناك اغلبية امتعضت من محاولة الرئيس الفرنسي الظهور بمظهر المندوب السامي، فهو أمس كان أشد قساوة في مقاربته للملف اللبناني، وهذا الامر تراه مصادر قيادية في فريق 8 آذار، مشبوها بتوقيته.
تشير المصادر الى أن “فريقنا السياسي سار مع المبادرة لما فيه مصلحة لبنان، وهو لا يزال حتى اللحظة متمسكا بمضمونها الاساسي، ولكنه لن يتردد بالتخلي عنها بحال تحولت لتحقق مصالح خارجية بعيدة عن المصالح اللبنانية”، مشددة على أن “اقتراب ماكرون من وجهة نظر الإدارة الاميركية يعني “ضياع” المبادرة”.
لا اتصال ولا اتفاق على الحريري
بالمقابل كان لافتا ما نقلته أمس قناة روسيا اليوم عن مصادر مطلعة، أن اتصالاً هاتفيا جرى بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فخلص إلى إجماع الجانبين على ضرورة حل الأزمة اللبنانية، كما تمّت إعادة طرح اسم رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري كنقطة توافق، وأن ماكرون أجرى تعديلات على فريقه المكلف بالملف البناني.
وفي هذا السياق لا بد من الإشارة الى أن هذا الخبر المنسوب إلى مراسلة القناة، مصدره المراسلة في باريس وفاء فكّاني، وهذا الخبر مرّ كخبر عاجل على موقع القناة الإلكتروني، ولكنه سرعان ما غاب عن الموقع وتمت الإشارة إليه في ختام خبر صغير بعنوان ” ماكرون: منح القوى اللبنانية مهلة إضافية “ليس سذاجة” مني”، نُشر الساعة الخامسة والنصف، وحُدّث الساعة العاشرة، الامر الذي يدل على تيقّن القيمين على القناة من عدم دقة المعلومات التي وردت بالخبر العاجل، كذلك كان لافتا غياب الخبر بشكل كامل عن عناوين نشرات الأخبار بالقناة، ومتنها أيضا، وربما أراد القيمون على المحطة من خلال تغييب الخبر عن النشرات القول أن المعلومات ليست أكيدة، وهي ليست كذلك، بحسب مصادر مطّلعة.
محمد علوش