من إخراج أحد أعظم مخرجي الأفلام السينمائية التي بصمت أرشيف السينما العالمية، فبمجرد ذكر أفلام كـ”Jaws” -“ET” – “Jurassic Park” و”Saving Private Ryan” والعديد غيرها، يلمع إسم “Steven Spielberg” العريق أمامنا ليضيف فيلم “West Side Story” إلى أرشيفه الكبير.
تمّ إصدار الفيلم في العاشر من شهر كانون الأول الحالي، وقد حقّق إيرادات بلغت عشرة ملايين دولار في نهاية الأسبوع الأول لإصداره، على الرغم أن المراقبين كانوا يتوقعون إيرادات أعلى بمجرد إصداره. يعزي البعض أن الخوف المتزايد نتيجة الوضع الوبائي المتطور قد يكون سبب أساسي وعنصر مباشر في هذا الموضوع.
يجسّد الفيلم العمل المسرحي الموسيقي “West Side Story” الذي ملأ أجواء مسارح برودواي، والمقتبس عن مسرحية “روميو وجولييت” لشكسبير، ويروي قصة حب وُلدت من النظرة الأولى، عندما وقع نظر “Tony” (Ansel Elgort) على “Maria” (Rachel Zegler) خلال حفل مدرسي راقص عام 1957 في مدينة نيويورك الأميركية، وقد أشعلت قصة حبّهما فتيل نار الحرب بين عصابة “Jets” وقائدها هو “Riff” (Mike Faist) وعصابة “Sharks” وقائدها “Bernardo” (David Alvarez)، وهما عصابتان متناحرتان، تسعى كل منهما إلى فرض سيطرتها على المدينة.
من الصعب جدّاً، وهو تحدٍ كبير أن يُقدم “Spielberg” على إخراج الفيلم، فالقصة معروفة وتكاد تكون محفوظة التفاصيل. فابتداءً من المراحل الأولى للدراسة، تعرّف العديد على قصة “روميو وجولييت”، وحفظوا تفاصيلها، كما أصبحت رمزاً للحب الحقيقي وإن كان الموت في سبيله هو الثمن.
لذلك كان التّحدي كبير، وقد نجح “Spielberg” بالحفاظ على جوهر القصّة مع إضافة لمسات جديدة أبهرت المشاهدين دون أن تمس بالمضمون الأساسي للقصة.
مُحبي العمل المسرحي الأصلي خاضوا نقاش كبير حول أهمية إعادة تجسيد العمل، أو تفضيل الإبقاء على شكله المسرحي، ولكن في النهاية أجمعوا على الإتقان والإبداع الكبير الذي قدّمه “Spielberg” في الفيلم، وقد اتفقت آراءهم مع تقييم النقّاد السينمائيين الذين اعتبروا “أن بصمته الكلاسيكية ظاهرة بشكل واضح وقد بثّت الروح في الفيلم”، كما أضافوا إلى أن إعادة تجسيد المسرحية الموسيقية كفيلم سينمائي، ونجاح هذه التجربة، هي إثبات على مدى تأثير الفيلم في المشاهدين سواءً كانوا قد شاهدوا العمل الأصلي أو لم يشاهدوه.
ومن التعليقات الملفتة للنقّاد عن “West Side Story”، أن “لمسات “Spielberg” في هذا الفيلم أظهرته وكأنه أمضى حياته المهنية في إخراج الأعمال الموسيقية”.
عمل متقن في كافة تفاصيله، سيحمل المشاهد ويرجع به إلى الحقبة الأولى، حيث كانت ولادة العمل الأصلي، ليعود ويصل إلى وقتنا الحاضر، فيعيش معاناة الحب والمواجهة والموت.
منال زهر
