ثانويات الجنوب تفتح أبوابها بخلاف قرارات معلميها
على مضض بدأت الثانويات الرسمية في جنوب لبنان تفتح أبوابها، بخلاف نتائج الاستبيان الذي أجرته رابطة التعليم الثانوي والذي كانت نتيجته رفض المعلمين العودة عن الاضراب الى حين تلبية مطالبهم، واستعادة كرامة المعلم، وعلى خلاف أيضا نتائج قرارات المعلمين بعد انعقاد الجمعيات العمومية في الثانويات الرسمية الاسبوع الفائت، والتي بينت أن معظم المعلمين يرفضون العودة عن الاضراب.
يفسر معظم المعلمين ما حصل أنه “انقلاب على ارادة المعلمين، ووضعهم في مواجهة مدرائهم من جهة، وأهالي الطلاب من جهة أخرى”، وما قامت به الرابطة أنها تركت المعلمين دون قرار، مع لجوء أحزاب محلية الى مطالبة عدد من مدراء الثانويات بالبدء بفتح الثانويات، بمن حضر من المعلمين، لذلك بدأت الثانويات الرسمية تعلن عن افتتاح أبوابها وعمد معظم المدراء الى الاتصال بالمعلمين الذين خضع بعضهم للأمر الواقع.
عملياً حاولت بعض الثانويات التخفيف من حجم الاعتراضات، وتأمين سيرورة العمل المدرسي، بافتتاح أبوابها فقط لصفوف الشهادات الرسمية، على أن تبدأ تدريجياً باستقبال الطلاب من الصفوف الأخرى ابتداءً من الأسبوع القادم. وهذا ما حصل عمليا في جميع ثانويات بنت جبيل ومرجعيون، بعد أن بدأت ثانويتي بنت جبيل وتبنين بالاعلان عن العودة عن الاضراب، بخلاف آراء المعلمين.
يلفت أحد مدراء الثانويات في محافظة النبطية الى أن بيان الرابطة جاء على طريقة ” تعا ولا تجي وكذوب عليي، الكذبة مش خطيّة، وعدني انو رح تجي… تعا ولا تجي”، ويشير الى أن “هذه الطريقة كانت من نتاج الأخوين رحباني، وبصوت السيدة فروز، أما البيان فكان على الطريقة الشعبولية، نسبة لشعبولا، نصّاً وأداء”. مبيناً أن “لجوء بعض الثانويات الى فتح أبوابها أحرج الثانويات الأخرى القريبة منها، لأننا نعيش في قرى لا يستسيغ أهلها هذا التناقض”.
ويرى الاستاذ عباس سمحات أن “العودة بمتوسط راتب لا يزيد على 3 ملايين ليرة، يجعلنا نتساءل كيف سنطعم أولادنا ونؤمن لهم التدفئة وغيرها، ألا يحق لنا أن نعيش بكرامة؟”، ويسأل عن “سبب عدم أخذ الرابطة برأي الأكثرية؟، وكيف سيستطيع المعلمون العائدون الى مدارسهم الصمود؟”. مؤكداً على “رغبة جميع المعلمين المضربين بالعودة الى التعليم، اذا تأمنت مقوماته”.