كيف علم سمير جعجع ولماذا تحرك سامي الجميّل؟
وجّهت أوساط سياسية عدّة تساؤلات هامة تتعلّق بالتحقيقات في جريمة تفجير مرفأ بيروت من جهة وبالأحداث الدموية التي شهدتها منطقة الطيونة يوم أمس الخميس من جهة أخرى، مشيرة إلى أنّ أمورًا عدّة تثير الريبة وتستدعي قراءة المشهد بدقة وحذر.
أولاً، إن إعلان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن المحقق العدلي القاضي طارق البيطار بصدد إعلان قراره الظني خلال أسبوعين، يطرح تساؤلاً عن كيفية حصول جعجع على هذه المعطيات، وكيف علم أن البيطار سيصدر القرار الظني خلال مهلة أقصاها أسبوعين، رغم أنّ التحقيقات سريّة ولا أحد مطلّع عليها لا من قريب ولا من بعيد.
ثانياً، لماذا دعا جعجع اللبنانيين إلى الإضراب العام والتزام بيوتهم لو لم يكن على علم بأنّ أمرًا ما سيحصل، علمًا أنّ تظاهرة ثنائي حزب الله وحركة أمل كان معلن عنها أنّها سلمية ومحصورة في إطار استنكار قرارات المحقق العدلي القاضي طارق البيطار واستنسابيته في الادّعاء على المسؤولين.
ثالثًا، إن تباهي القواتيين وأبناء عين الرمانة بالأحداث التي حصلت ووقع على أثرها 7 ضحايا، يؤكد أنّ هناك نيّة واضحة بمواجهة الثنائي وجرّهما إلى تصادم مسلّح بغية تحريض المجتمع الدولي عليهما واعتبار أنّهما لا يريدان الحقيقة في ملف تفجير مرفأ بيروت، وإلّا لماذا التباهي بسقوط ضحايا طالما أنّ القاتل لا ينتمي إلى القوات اللّبنانية؟.
رابعًا، إن تحرك رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل قبل أحداث الطيونة بيوم واحد، يطرح تساؤلاً عن إمكانية حصول الجميّل على معطيات من عين الرمانة تفيده بوجود مخطط يتم التحضير له لضرب تظاهرة الثنائي أمام قصر العدل في بيروت، وذلك ما دفع الجميّل إلى التحرّك وإطلاق تحذير للكتائبين والاتصال بقيادة الجيش اللّبناني ووزير الدفاع.
محمد مدني