فيلم Dear Evan Hansen.. مثيرٌ للجدل ويلامس تجاربنا الحياتية
أصدرت شركة “Universal Pictures ” في الرابع والعشرين من شهر أيلول الحالي فيلم “Dear Evan Hansen” وهو التجسيد السينمائي للمسرحية الموسيقية التي حازت على جوائز “Tony Award” و “Grammy award”، والتي عّرضت في برودواي عام 2016.
يروي الفيلم قصة “Evan Hansen” (Ben Platt) وهو طالب في المرحلة الثانوية يعاني من اضطراب القلق الاجتماعي الحاد، وقد طلب منه معالجه النفسي أن يكتب رسائل لنفسه كوسيلة لتعزيز ثقته بنفسه ونظرته لذاته.
كان من المفترض أن تكون هذه الرسائل خاصة وأن تبقى لإيفان فقط، غير أن أحدها وقعت في يد”Conor Murphy” (Colton Ryan) أحد زملائه في المدرسة، الذي انتهى به المطاف بالإنتحار، جراء معاناته من مشاكل نفسية عديدة.
هذه الحادثة أدخلت إيفان في رحلة إستكشافية لذاته، على الرغم من قيامها على كذبة علِم بها إيفان وتماشى معها، وذلك لكونها أكسبته القبول فيما بين زملائه، إضافة إلى العلاقة الوطيدة التي نشأت بينه وبين عائلة كونور لكونهم اعتقدوا أن ابنهم وإيفان صديقان مقرّبان.
تتسارع الأحداث بعد انتحار كونور وتنعكس تبعاتها على حياة إيفان، الذي سيتحول من شخص غير مرئي إلى شخص محبوب يتقبله الجميع. هذا الأمر حوّل حياة إيفان من جحيم قاسٍ إلى جنّة يستمتع فيها على كافة الصّعد، وخصوصاً فيما يتعلق بـ “Zoe” (Kaitlyn Dever) وهي أخت كونور التي لطالما كان إيفان معجبًا فيها.
يُعالج الفيلم مواضيعّا حسّاسةً جدّاً لأنها تمسّ كل شخص إنطلاقاً من تجاربه الشخصية ومنظوره الخاص للحياة.
فالأمراض النفسية في هذا العصر هي الأكثر فتكاً، وكيفية الإعتراف بها وطُرق معالجتها هي من أهم المواضيع التي تُطرح في كافة وسائل التواصل.
مما لا شك فيه أن “Dear Evan Hansen” هو فيلم مثير للجدل، فقد قيل فيه الكثير من الأراء والتقييمات المتناقضة. إذ عبّر العديد من النّقاد السينمائيين عن امتعاضهم من الفيلم، واعتبروا أن الطريقة التي اعتمدها المخرج “Stephen Chbosky” في معالجة مواضيع الفيلم الدقيقة هي طريقة سطحية، وكانت إنتقاداتهم كثيرة لناحية إنتقاء الممثلين، وخصوصاً “Ben Platt” لكونه يقوم بدور شاب مراهق وهو يبلغ من العمر ثماني وعشرين عاماً.
كما وجّهوا إتّهاماً قاسياً وبشكل صريح لكل من الكاتب والمخرج قائلين “وكأن المطلوب من المشاهدين مسامحة إيفان الذي استغل ألم عائلة كونور بطريقة أنانية وبشعة، وتبرير خطأه ليصبح هو الضحية، إضافة إلى تبرير استباحة خصوصية ألم وحزن هذه العائلة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي”.
في الوقت عينه، أشاد بعض النّقاد بروعة تجسيد الفيلم للمسرحية الموسيقية، تحديداً لناحية الأغاني التي يتضمنها والتي يؤديها الممثلين، وبشكلٍ خاص “Julianne Moore” التي تقوم بدور والدة إيفان. كما أشادوا بأداء الممثلين عموماً، وذكروا أن الفارق بين السن الحقيقي للممثلين وسن الشخصيات التي يجسّدونها، لم يكن له أي تأثير سلبي على عكس ما ذكره غيرهم.
في نهاية المطاف، الصوت الوحيد الذي سيحسم هذا الجدل سيكون رأي المشاهدين وتحديداً محبّي الأفلام الموسيقية، ومما لا شك فيه أنّ رأي كل مشاهد سيكون نتاجاً لتجاربه الشخصية والحياتية التي قد تتلاقى أو قد تختلف كليًا عن تجارب الآخرين.
منال زهر