الراعي داعيًا الدولة لمعرفة حقيقة أسباب انفجار عكار: لعدم التسرع في الإدانة
"لحكومة تؤلف على أساس الدستور والمساواة والباقي هوامش"
أعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن حزنه لانفجار تليل في عكار وتعازيه لعائلات الشهداء، مسدّدًا على ضرورة أن تعرف الدولة حقيقة أسباب انفجار عكار واتخاذ الاجراءات اللّازمة لتجنب وقوع أمثاله.
وقال الراعي في العظة التي تلت قداس عيد انتقال العذراء “أسدل علينا صباح اليوم ثوب الحزن والحداد، بانفجار مستودع لتخزين المحروقات في بلدة تليل بعكار فجرا أوقع بحسب المعطيات الأولية ستين قتيلا وأكثر من مئة جريحٍ بينهم من هم في حالة حرجة، وبينهم أيضا جنود من الجيش اللبناني كانوا يقومون بواجبهم. فإنا نعزي عائلاتهم، ونصلي لراحة نفوس القتلى وشفاء الجرحى.
وأمل البطريرك من الدولة أن تعرف حقيقة أسباب هذا الانفجار، وتتخذ القرارات اللّازمة والاجراءات لتجنب وقوع أمثاله رحمة بالمواطنين الأبرياء، داعيًا إلى عدم التسرع في الإدانة، وإلى قطع الطريق أمام مثيري الفتنة الطائفية وانتظار التحقيقات الرسمية.
وأضاف “إننا مدعوون جميعا، وبخاصة المسؤولين السياسيين أن تنطلق قراراتهم دائما من الحقيقة فتكون علمية وصحيحة وشجاعة، لا شعبوية وديماغوجية، وبذلك تنقذ الشعب والوطن من وضع اليد على الاحتياطي وأموال المودعين”.
ولفت إلى أن “كل السجال حول إبقاء الدعم أو رفعه، ما كان ليكون: لو انتهجت الدولة خريطة اصلاحية، والتزمت بنصائح الخبراء والمؤسسات النقدية الدولية؛ ولو أقدمت الأجهزة الأمنية والعسكرية على إغلاق معابر التهريب التي تخرق سيادة الحدود الدولية بين لبنان وسوريا، فيما نأمل من الأجواء الإيجابية المظللة أعمال تأليف الحكومة، الى الآن، ننتظر مع الشعب اللبناني أن يتم التأليف سريعا، بحيث يلتقي مع مستلزمات المجتمعين العربي والدولي، ويخرج لبنان من انهيار مقوماته الواحدة تلو الأخرى كما نرى، والمواطنين من أوجاعهم التي تشتد يومًا بعد يوم”.
وشدّد على أنّ “الشعب يريد حكومة تؤلف على أساس ما يمليه الدستور والمساواة الميثاقية، وكل الباقي هوامش لا مكان لها في هذه الضيقة الشاملة”.
وقال الراعي: “لكي يبدأ لبنان باستعادة حياته الطبيعية، فإننا نتطلع إلى تشكيل حكومة لا تنتمي فقط إلى الطوائف، بل وبخاصة إلى طائفة النزاهة والكفاءة، وطائفة الوطنية والشجاعة والقرار”، لافتًا إلى أنّ “الحكومة التي تخلص لبنان هي حكومة تلتزم سياسة الحياد، وتنأى عن المحاصصة، فلا يحتكر أحد حقائبها ولا توزع الوزارات بنية استغلالها في الحملات الانتخابية المقبلة، أو للانتقام من طرف خصم، أو للسيطرة الأمنية على المجتمع”.
أضاف: “إننا نسمع صرخة المزارعين الذين يتخوفون من إقفال برادات التفاح، بسبب نقص مادة المازوت وبالتالي الكهرباء. ما يعني خسارة المواسم التي سخا بها الله عليهم في هذه السنة، وتهجير عائلات هؤلاء المزارعين. فارادوا منّا أن نكون صوتهم تجاه المسؤولين وذوي الإرادة الحسنة من أجل تأمين مادة المازوت والكهرباء. نرجو أن تصغي الحكومة الحالية والعتيدة لصرختهم، وأن تقوم مبادرات مناطقية بهذا الخصوص من ذوي الإرادة الحسنة، أكانوا من الداخل أم من الخارج”.