ميديا وفنون

مسرحيّة مارسيل غانم وشهود غبّ الطّلب

مرّة جديدة تتفوّق قناة المر في حملات التحريض والفتنة وإلقاء التّهم جزافاً، هذه المرّة برعاية وحماية نقيب المحامين ملحم خلف، الذي كان يتابع حلقة “صار الوقت” ضارباً لمقدّمها مارسيل غانم وعداً بحماية من أسماهم المقدّم شهوداً.

ومن ضمن الشهود الذين حلّوا ضيوفاً على حلقة مارسيل التي أعدّت لتصويب التحقيقات وفق أجندة المحطّة السّياسيّة، رجل يدعى عماد كشلي، قال إنّه يعمل سائق شاحنة في المرفأ، لصالح شركة خاصّة، حاول مارسيل تلقينه شهادته، ولأنّ الشاهد “ما شافش حاجة” ولم يحفظ درسه جيداً، جاءت النّتيجة مهزلة حقيقيّة على الهواء.

فقد قال مارسيل مستبقاً حديث شاهده، إنّ النقيب خلف يتابع وإنّه يضمن سلامته، منوّهاً إلى أنّه سيدلي بمعلومات خطيرة للمرّة الأولى.

ومن ضمن ما أدلى به كشلي، قوله إنّه كان ثمّة حركة مريبة لرجال الأجهزة الأمنيّة في المرفأ في صباح 4 آب قبل وقوع الانفجار، ولم يوضح طبيعة الحركة.

وقال إنّه سائق شاحنة، لكنّه اليوم لا يستطيع أن يقود شاحنته لأنّه فقد النّظر في إحدى عينيه بسبب الانفجار، فعاجله مارسيل بالسؤال: تحرّرت من شركتك؟ تمهيداً لطرح أسئلة يجيب عنها ضيفه دون اعتبار لوظيفة قد يفقدها، فخيّب أمله بالقول إنّه لا يزال موظفاً فيها.

وسرد أنّه كان ينقل بضائع إلى مناطق مختلفة في كل أنحاء لبنان، سأله مارسيل: هل نقلت بضائع إلى الجنوب؟ أجابه: مرّتين. بعدها علا تصفيق في الصالة، كما يحصل عندما يجيد ممثّل في مسرحيّة تقديم دوره.

وأوضح كشلي أنّه لم يكن يعلم ما هو نوع البضائع التي ينقلها، لأنّه في العادة لا يسمح للسائقين بفتح البضائع، وإنّه نقل مرّتين بضائع إلى الجنوب عام 2014. وأعفى شركته من مسؤولية نقل البضائع دون أن يوضح ما إذا كان يعمل لصالح الشركة أو بمفرده.

وعندما سأله مارسيل: هل نستطيع أن نقول إنّك نقلت نيترات الأمونيوم إلى الجنوب؟

أجابه كشلي: الله أعلم. وأوضح أنّه يريد أن يفضفض اليوم لأنّه منذ سنة لم يتحدّث ويشعر بالاختناق.

ووضع مارسيل “الحقائق” التي لم يتفوّه بها الضيف في عهدة القضاء، لتأتي الهفوة المهنيّة الكبرى عبر حساب المحطة على “تويتر”، الذي نشر تغريدة بدون فيديو، نقل فيه على لسان الضيف تأكيده أنّه نقل النيترات مرّتين إلى الجنوب.

المسرحيّة أعادت إلى الذاكرة شاهد الزّور الشهير زهير الصديق، وأثارت موجة سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

تساءل البعض في حال أراد حزب الله أن ينقل النيترات، هل سيستعين بسائق يعمل في شركة خاصة، يفضحه لاحقاً على الشاشات، وهو تمكّن من نقل آلاف الصّواريخ بسرّية؟
وتساءل آخرون، إذا كان الهدف اتهام حزب الله بتخزين النيترات لصالح النّظام السوري، لماذا نقله إلى الجنوب؟
وكان ثمّة إجماع على انعدام المهنيّة في حلقة أريد منها استثمار وجع أهالي الضّحايا للقصف على جهة سياسيّة بعينها، فكانت النّتيجة سقوطاً جديداً لمحطّة امتهنت تزوير الحقائق دون بذل جهد لإقناع المشاهدين، فأصبح كل خبر تبثّه شائعة حتى يثبت العكس.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى