حكومة ضبابية التشكيل
الأمل بولادة حكومة جديدة، يتراجع يوما تلوى يوم، العقد تزداد، سلاح العقوبات، عقدة باسيل، العقدة العونية الحريرية، معضلة حزب الله. كلها عقد تؤخر تشكيل الحكومة، و السؤال يكمن هل يكون للحكومة مخرجًا من كل هذه الأزمات، وتبصر النور في الوقت القريب؟!
العقوبات الخارجية التي فُرضت مؤخرا على قيادات لبنانية، تُعد واحدة من عراقيل الحكومة حاليًا، حيث فرضت واشنطن مثلا عقوبات على وزير الخارجية سابقًا جبران باسيل، بدعوى تورطه في الفساد و علاقته مع حزب الله وايران والنظام السوري.
أما عقدة باسيل كما أسميتها، فهي تعتبر المعرقل الداخلي الاساسي في ولادة حكومة جديدة، فتمسك التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل، بحقائب وزارية كالدفاع و العدل و الداخلية، يشكل سدّا منيعا أمام الحكومة. و في هذا السياق أوضح نائب رئيس تيار المستقبل من خلال تمثيل جميع القوى و الطوائف، فيما يرغب الحريري في تشكيل حكومة اختصاصيين.
و جاء خلاف عون و الحريري، على تسمية الوزراء أيضا، ليكون سببا زائدا في عرقلة تشكيل الحكومة اللبنانية. أي أن الحريري لن يوافق على بعض الأسماء التي قد طرحها رئيس الجمهورية و الأخير أيضا لن يوافق على أسماء اطلع عليها من خلال الحريري. فالخلافات الداخلية على الحصص الوزارية بين عون و الحريري هي سبب تأجيل الحكومة.
و زيادة على ما سبق، فهناك معضلة حزب الله، و اسميتها بمعضلة لأنها المعرقل الرئيسي و جميعنا يعلم أن هذا الحزب هو قوة سياسية كبيرة لا يمكن تجاهلها، فحزب الله المحرك الرئيسي ” للأسف ” في هذا البلد، و يلعب دورا هاما في تشكيل حكومة لبنانية جديدة.
و في هذا الإطار تقف الحكومة حائرة بين تشكيلها و عدم تشكيلها. فهل سنبصر النور قريبًا بولادة حكومة ربما قد تنقذ البلد الغارق اقتصاديا، واجتماعيًا، وامنيًا، وسياسيًا ؟ أم أننا سنبقى ذاك الشعب المثقف الذي يصفق لكلمات و خطابات، و في جيبنا لا يوجد “حق ربطة خبز ” ؟
جنى مزيد عربي