هذا ما سمعه سعد الحريري في روسيا
عندما تتعلّق الأمور بالمصلحة الخاصّة، تسقط كل باقي الإعتبارات، وهكذا هو الحال في علاقات الدّول، ومن ضمنها روسيا التي تحاول تثبيت موقعها القوي في المنطقة وفرض التسويات، ولو المرحلية، لأجل أهداف اقتصادية، تبدأ في سوريا وقد تمرّ في لبنان.
خلال زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إيران منذ أيام، كان الجانب الروسي يحقق مصلحته مع إيران في طهران، ومصلحته المعارضة لمصلحة إيران في أفغانستان، وفي ذلك دليل على أن العلاقات تحكمها المصالح اولاً وأخيراً، ما يجعلنا نصل إلى الملف اللبناني الذي يمكن أن يستفيد من الطموحات الروسية في المنطقة.
الحريري يحاول تجيير الإهتمام الروسي لمصلحة حكومته
يتواجد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في روسيا بناء لدعوة “شبه رسمية” من رئيس مجلس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، الأمر الذي يعكس عدم مساواة “بروتوكولية” من جهة، وأهمية موقع الحريري في اللعبة اللبنانية من جهة ثانية، وبحسب مصادر مطّلعة في تيار “المستقبل” فإن الحريري يحاول الإستفادة من الزخم الروسي بالمنطقة للمساعدة في تشكيل حكومته في لبنان.
وتضيف المصادر عبر “أحوال”: “تنظر روسيا إلى لبنان كبلد جار لسوريا، يتأثر بما يجري فيها، وتتأثر سوريا بما يجري فيه، وهذا الأمر اكتسب أهمية مضاعفة اليوم بعد مسألة الحدود البحرية الشمالية، وما يجري هناك من عمليات تنقيب عن النفط والغاز، لذلك فإن الإدارة الروسية عبّرت للحريري عن اهتمامها بالإستقرار اللبناني، بما يخدم الإستقرار في المنطقة”، مشيرة إلى أن الحريري يحاول تجيير هذا الإهتمام في أكثر من مجال، سياسي واقتصادي.
سمع الحريري كلاماً روسياً واضحاً عن ضرورة دعم وتطبيق المبادرة الفرنسية في لبنان، على اعتبار أنها المبادرة الوحيدة التي تنال قبول كل الأطراف، وتُشير مصادر “المستقبل” إلى
أن “السياسة” شكّلت الطبق الرئيسي على طاولة الإجتماعات، وخلال الإتصال الهاتفي مع الرئيس الروسي، ولكن الحريري طرح مع القيادة الروسية مسائل على علاقة بالإقتصاد، طالباً من الروس كل مساعدة ممكنة، في كل المجالات، وتحديداً في ملف الكهرباء، وإعادة بناء المرفأ.
ماذا عن طلب “وساطة” مع السعودية؟
شغلت علاقة سعد الحريري بالمملكة العربية السعودية “بال” اللبنانيين، حتى أن البعض يتّهم الحريري بأنه يرفض تشكيل الحكومة بسبب العلاقة المتوترة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتتحدث معلومات عن أن الحريري خلال زيارته الى روسيا سيحاول، كما حاول في تركيا ومصر، أن يشير إلى علاقته بوليّ العهد، وسيسأل الروس عن إمكانية لعب دور في سبيل تحسين هذه العلاقة، ممّا يسهّل عملية التأليف في لبنان.
ولكن بالمقابل تنفي مصادر “المستقبل” هذه المسألة، مشيرة إلى أن علاقة الحريري بالسعودية لا تحتاج إلى وسيط، مشدّدة على أن معرقلي تشكيل الحكومة في لبنان باتوا معروفين، ولا حاجة للدخول في هذه السجالات مجدّداً، معتبرة أن “البعض” يحاول في كل مرّة التشويش على زيارات الحريري الخارجية وأهميتها، ربّما لأنه غير قادر على زيارة أي دولة.
الحدود مع سوريا
علم “أحوال” من مصادر مطّلعة أن الحريري الذي ينوي طرح مسألة الحدود البحرية بين لبنان وسوريا، سيحاول إدخال الروس كوسيط في هذه المسألة، ولكن الموقف الروسي سيكون واضحاً بضرورة التواصل المباشر مع سوريا في هذا الملف، وفي ملف النازحين السوريين أيضاً.