جدل “حقوقي” أثاره بيان نشرته منظمة “smex”، دعت من خلاله الهيئات الرسمية والشركات الخاصة إلى احترام خصوصية طالبي لقاح كورونا، والالتزام بالقوانين المرعية الإجراء، لا سيّما “قانون المعاملات الإلكترونية والبيانات ذات الطابع الشخصي”.
هذا البيان أصدرته المنظمة على خلفية الاستمارة التي وضعتها شركة “فارمالاين” اللبنانية -التي تعمل على توفير اللقاحات ضد فيروس كورونا للقطاع الخاص في لبنان- على منصتها، حيث أشارت “smex” إلى أن الشركة المعنية وفي نصّ “الموافقة الفردية لتلقّي اللقاح”، تفرض على كلّ من يقدم طلباً لتلقي اللقاح أن يوافق مسبقاً على مشاركة بياناتهم/ن الشخصية مع شركة الأدوية “فارماترايد” وشركة التأمين “نكست كير” ومراكز التلقيح، من دون توضيح دورها في عملية التلقيح، معتبرة أن هذا أمر يشكّل خرقاً واضحاً للقانون المذكور أعلاه.
مدير المحتوى الإلكتروني في منظمة “Smex” للحقوق الالكترونية، عبد قطايا، أشار في حديث لـ”أحوال” إلى أنهم يحرصون على متابعة جميع الأمور المتعلّقة بسياسات الخصوصية وسوء استخدامها في لبنان والمنطقة، لافتًا إلى أنهم تابعوا منصة “كوفاكس” التي أطلقتها وزارة الصحة، وحرصوا مع الأخيرة على ألّا يتم مشاركة هذه البيانات مع أي جهة أخرى سوى الوزارة المعنية، وذلك احترامًا لخصوصية الأفراد، مضيفًا: “إلا أننا تفاجأنا أن شركة “فارمالاين” تطلب من الراغبين بتلقي اللقاح الموافقة على مشاركة بياناتهم الشخصة، وهو أمر مخالف للقانون ولا يحترم خصوصية الأفراد”.
اللافت أنه وبعد بيان “smex”، اتّصل رئيس مجلس إدارة مجموعة “ماليا غروب” التي تملك Pharmaline، جاك صراف، بالمنظمة، واتفق الطرفان على أن يعمل الفريقان القانونيان التابعان لهما لمناقشة التغييرات المطلوبة والمحتملة في سياساتهم بما يتوافق مع المعايير الدولية وحماية بيانات المستخدمين.
من هنا، أكد صرّاف في حديث لـ”أحوال” أن السبب الرئيسي خلف هذه الاستمارة، هو ليس الحصول على معلومات الفرد ومشاركتها كما زعم البعض، إنّما حماية المواطن اللبناني الذي يريد تلقّي اللقاح، “فنحن نشدّد على سرية المعلومات، وهمّنا حماية المريض وكذلك الشركة، ولو تواصلت المنظمة معنا قبل إصدارها البيان وناقشتنا بالموضوع، لرحّبنا بالأمر وقمنا فورًا بالإجراءات المناسبة”.
وفي السياق، لفت رئيس مجلس ادارة “فارمالاين” إلى أن الاستمارة تتضمّن شروط التلقيح التي يجب على من يرغب بتلقي اللقاح مراجعتها والموافقة عليها بحسب وضعه الصحي، وبالتالي هذا الملف الطبّي من الطبيعي أن يطّلع عليه الطبيب قبل تلقيح أي شخص “كي تكون عملية التلقيح سليمة ولا تعرّض حياة الأفراد للخطر”، مضيفًا: “وبهذه العملية نسرّع وتيرة التطعيم ونساعد المستشفيات ونسهّل عملها، ونحن حريصون على صحة وسلامة وراحة المواطن”.
إذًا، وبناء على الاتفاق الحاصل بين الطرفين -شركة “فارمالاين” ومنظمة “smex”- سيتم اتخاذ الاجراءات المناسبة لحماية المصلحة العامة والخصوصية والبيانات الشخصية لكل من يرغب بتلقي لقاح كورونا عبر شركة “فارمالاين”.
ياسمين بوذياب
