بكركي تحصن عناوينها السياسية بـ”آلاف” المتظاهرين
أيام حافلة باللّقاءات يشهدها الصرح البطريركيّ، فبينما تستعدّ بكركي لكلّ الإجراءات الوقائية اللّازمة عبر الاستعداد لتعقيم كلّ داخلي باحتها الخارجية يوم السبت المقبل، يتابع البطريرك بشارة الراعي المستجدات السياسية، وقد تلقى في هذا الإطار اتصالًا من رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري تمنى فيه الراعي على الحريري الإسراع في تشكيل الحكومة وشرح الأخير لغبطته مستجدات حركته السياسية.
كما تلقى أيضًا الراعي اتصالًا من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل شرح فيه الأخير أسباب غيابه عن وفد التيار الذي زار بكركي أمس واعدًا بلقاء قريب فأجابه الراعي البيت بيتك.
اللّواء عباس ابراهيم الذي يستكمل مبادرته لحلّ الأزمة الحكومية يزور بكركي بشكل متكرّر مكررًا مقولة إنّه يتولى جزءًا من المساعي، والبطريرك يتولى الجزء الآخر لذلك لا بدّ من التلاقي من حين إلى آخر لاستكمال الجهود على أمل أن تتحسّن الأمور.
الصرح البطريركي لا يهدأ، ففي زيارة لافتة بخطابها العالي السقف زار وفد مشترك من “لقاء سيدة الجبل” و”التجمّع الوطني” و”حركة المبادرة الوطنية” بدوره بكركي وسلّم البطريرك مذكرة داعمة لطرحه الأخير. وأمام الوفد أعاد الراعي الحديث عن الحياد لافتًا إلى “أنّنا وصلنا إلى مكان لا نستطيع التفاهم فيه بيننا لذلك كان طرحنا لمؤتمر دولي”. وقد شخّص الراعي المرض في لبنان انطلاقًا من ثلاث ثوابت هي وثيقة الوفاق الوطني والدستور والميثاق، مؤكدًا أنّ كلّ ما يجري الخلاف عليه اليوم في الداخل هو بسبب التدخّلات الخارجية”. ودعا الراعي كل فريق إلى “وضع ورقة بالمشكلات لتقديمها كورقة واحدة إلى الأمم المتحدة من دون الرجوع إلى أيّ دولة”.
وبينما ينفي الراعي رغبته بتدويل الأزمة اللّبنانية بل بالحصول على مساعدة دولية، تحدث الدكتور رضوان السيّد باسم الوفد معبّرًا عن الثقة بنداء بكركي في اتجاهين. الأوّل في اتجاه كلّ اللّبنانيين كي يتضامنوا في تحرير الشرعية من تعدّدية السلاح والاستئثار بالقرار وحماية الدولة من الفشل وحماية وثيقة الوفاق الوطنيّ والدستور . والاتجاه الثاني هو نحو الأسرة الدّولية للوفاء بالتزامها القرارات الدولية المتعلّقة بسيادة لبنان لا سيما القرار 1701 .
السيّد دعا إلى تشكيل جبهة وطنية واحدة لتحرير الشرعية والحياد والمؤتمر الوطني لتثبيت الطائف والميثاق.
هذا الكلام كان محطّ نقاش بين الراعي ووفود سياسية كوفد القوّات اللّبنانية الذي يدعم البطريرك في دعواته في الوقت الذي يتحفظ عليها وفد التيار الوطني الحر الذي زاره في بكركي.
فنواب التيار يحرصون دائمًا رغم الكثير من الاختلافات على الدلالة أن لا شرخ بين بكركي والتيار.
وفي لقاء الوفد مع البطريرك الراعي جرى النقاش في مدى قدرة المسيحيين على فرض معادلات وهم يضعفون في النظام يومًا بعد يوم. لم ينتهِ النقاش عند هذا إذ طلب الراعي من الوفد النيابي إعداد ورقة اقتراحات لمناقشتها لاحقًا.
ويحرص الراعي جدًّا على التأكيد أنّه لم يدعِ إلى أيّ تظاهرات في بكركي ولكنّه يؤكد أنّ أبواب الصرح دائمًا مفتوحة أمام جميع اللّبنانيين.
وفيما يشارك مستقلّون وعدد من الأحزاب كالقوات والكتائب في تحرّك السبت في بكركي فإنّ التيار لن يشارك لأنّه يعتبر أنّ التحرّك يهدف في جزء منه إلى التصويب على التيار تحت شعار أنّ المشاركة غير حزبية. ولكنّ الأهم أنّ بعض المراقبين قدّروا أن تبلغ الحشود يوم السبت الآلاف. هدف المشاركين واحد، تحصين عناوين بكركي السياسية في زمن يمكن أن تكون المتغيرات فيه مصيرية على المسيحيين.
جوزفين ديب