غطاء من الفاتيكان لرعاية دوليّة للأزمة اللبنانية
عند كل تعثّر داخلي لبناني، كانت الرّعاية الإقليميّة والدوليّة جاهزتين، لمنع تهاوي الكيان.
اليوم وفي ظلّ الإنقسام العمودي، على إختلاف الظروف والأوضاع والقراءات، يزداد الحديث والخلاف حول “تدويل الازمة اللبنانية”، أو “الرعاية الدولية”.
لم يعد خافياً على أحد أنّ الأزمة اليوم، طالت لبّ الكيان، وباتت تهدّد وجوده، في ظل تقلّص مساحة الرهان على الترقيعات حتى الخارجيّة منها، للحؤول دون تفكّك النّظام اللبناني، الذي يثبت عجزا وفشلا في إدارة أزمته، أو الشروع بخطط تمنع التهاوي، في ظل الإرهاصات الكبيرة، التي تقوّض فرص الحلول.
من البطريركيّة المارونيّة، كانت الدعوة منذ أشهر الى تحييد لبنان عن النزاعات والحروب في المنطقة، دعوة، رأت فيها شريحة من اللبنانيين، تنازلا عن حق لبنان في الدّفاع عن نفسه في وجه ما يحاك له، تقابلها وجه نظر أخرى، تؤكّد الحاجة الى التدخّل الدّولي السريع والمباشر في الأزمة اللبنانيّة، لتستحيل الدعوة معضلة جديدة على السّاحة، تنذر بمزيد من التعقيد في المشهد اللبناني .
القوّات اللبنانيّة، كانت أوّل الداعمين للخطوة، الأمر الذي تجسّد بزيارة لوفد تكتل الجمهوريّة القويّة الى الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تأييدا لدعوته إلى تحييد لبنان عن الأزمات الإقليميّة والدوليّة وإلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لمساعدة البلد.
عضو تكتل الجمهوريّة القويّة النائب عماد واكيم، وفي شرح عن أجواء الزيارة والأهداف منها، أكد في حديث لـ”أحوال” أن “ما جاء في دعوة البطريرك الراعي ليس بعيدا عن رؤية رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، حول ضرورة تشكيل حكومة اختصاصيين، وتحييد لبنان عن النزاعات والخلافات”.
وقال “لا أعتقد ان هناك اثنان في البلد يختلفان على العائد الإيجابي للحياد، على لبنان، مع الإشارة الى أنه وبخلاف ما يزعم البعض، فالبطريرك الراعي، لم يطرح تطبيق البند السابع، علما أن هناك قرار وافق عليه حلفاء حزب الله لتطبيق البند السابع، إنما ما يطلبه البطريرك الراعي وتطلبه القوات اللبنانية اليوم، هو مؤتمر دولي لأجل إنقاذ لبنان، لا للتدخل العسكري”.
وتابع في هذا السّياق لا بد من أن “نذكر أنه عند كل فشل في التوصّل الى إتفاق داخلي، كان الخارج هو الوسيط لحل الأزمات اللبنانية، من الطائف الى الدوحة، حتى مؤتمر سيدر هو مشروع تدويل اقتصادي”، واليوم نحن امام مرحلة خطيرة من العجز عن إدارة هذا البلد، وامام خلاف كبير يرتكز على نقطتين أساسيتين: السياستان الخارجية والدفاعية، والانعكاسات التي يتحملها لبنان واللبنانيون، جراء عدم اعتماد مبدأ الحياد”.
وأضف “في هذا الاطار لا بدّ من الإشارة الى ان البطريرك الراعي لا يتدخل اليوم في السياسة، انما دعوته هي شأن وطني، ونحن تلقفنا دعوته، وأكدنا دعم مبارته لإنقاذ لبنان”.
وختم واكيم ” لمسنا من البطريرك الراعي، عبر مؤشرات تُقرأ حتى وإن لم تقال، وجود غطاء من الفاتيكان لرعاية دولية للازمة اللبنانية، والجميع يعلم تأثير الفاتيكان ودورها، ويبقى ان ترتقب مسار الأمور، ومدى إرادة المكوّنات اللبنانية، في البحث عن حلول ومخارج لهذه الأزمة”.