مدير عام مستشفى الحريري لـ”أحوال”: لبنان على خطى إيطاليا.. إلّا إذا
الإصابات اليومية بكورونا تسجّل ارتفاعًا مخيفًا.. ولبنان في عين العاصفة!
تحذيراتٌ عديدة أطلقها مدير عام مستشفى رفيق الحريري الحكومي، د. فراس الأبيض، في ما يتعلّق بفيروس كورونا المستجد ونسبة تفشيه في لبنان، والتي تزايدت بشكل كبير في الأيام الأخيرة، لتسجّل أرقامًا قياسية لم يشهدها البلد من قبل، خصوصًا عقب الانفجار الضخم الذي هزّ العاصمة، وما تبعه من تجمعات وحالات فوضى عمّت بيروت والمناطق المجاورة.
فالوضع المأساوي الذي حصل جعل البعض يغضّ النظر قليلًا عن أزمة كورونا، كما باتت التدابير الوقائية التي كانت مفروضة ومشددة في السابق، مُهمَلة إلى حدّ ما، الأمر الذي أدى إلى زيادة عدد الإصابات بالفيروس بشكل غير مسبوق، ليصبح لبنان في عين العاصفة مع تسجيل 7711 إصابة و92 حالة وفاة، الى حين كتابة هذه الأسطر، وفقًا لإحصاءات وزارة الصحة العامة.
مدير عام مستشفى رفيق الحريري الحكومي، د. فراس الأبيض، أكد في حديث لموقع “أحوال” أنه رغم الواقع الصعب الذي وصل إليه لبنان، إلا أنه لازال قادرًا على تفادي الأسوأ ومنع الإنزلاق نحو المجهول، وذلك في حال تم التقيّد بكافة التدابير والاجراءات اللازمة التي من شأنها التخفيف من وطأة الأزمة، وهي الأمور البديهية التي باتت معروفة والمتمثلة بارتداء الكمامات في الأماكن العامة والتزام التباعد الاجتماعي والتعقيم وغير ذلك.
وفي السياق، فإن ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في لبنان، جعل الحكومة تتخذ قرارًا بإعلان حالة الطوارئ في البلاد دون فرض حظر تجوّل. وبغض النظر عن الجدل الكبير الذي أحدثه هذا القرار، وانشطاره بين مؤيد ومعارض، إلا أنه وبحسب الأبيض، فقرار الطوارئ والتعبئة العامة دون فرض حظر تجول من شأنه أن يخفف قليلًا من وطأة الأزمة، خصوصًا عبر عزل المناطق التي تشهد ارتفاعًا في عدد الإصابات، دون الاضطرار إلى فرض إغلاق تام على البلد ككل. لذا، فما تقوم به الوزارات والسلطات المعنية اليوم من شأنه أن يفي بالغرض المطلوب وايخفّف من انتشار الوباء الى حدّ ما.
في المقابل، وإلى جانب اتخاذ هذه الخطوات، شدد الأبيض على ضرورة الالتفات إلى أوضاع المستشفيات، خصوصًا الحكومية منها، حول ما إذا كانت جاهزة لاستقبال المزيد من مرضى كورونا. وفي حديثه لموقعنا، أشار إلى أن 80 بالمئة من الأسرّة في قسم كورونا في مستشفى الحريري ممتلئة، والعمل جارِ على زيادة القدرة الاستيعابية، كما أن التنسيق مستمر بين المستشفيات الحكومية كافة، عن طريق وزارة الصحة العامة، لاتخاذ التدابير المطلوبة.
الى ذلك، قال مدير عام مستشفى الحريري أنه من الضروري الاتجاه الى المستشفيات الميدانية التي وصلت إلى لبنان بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، واستغلالها للتخفيف من وطأة أزمة كورونا في حال لم تعد المستشفيات الحكومية قادرة على استقبال المزيد من المرضى.
أما بعد، وإلى جانب واجبات الدولة والمستشفيات، تقع على عاتق المواطن مسؤولية أكبر وربما الأهم في هذا الخصوص. ووفقًا للأبيض، ولأن الوقاية خير من قنطار علاج، فالمسؤولية الأكبر تقع على عاتق المواطن، من خلال حرصه على اتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها الحد من انتشار الوباء، لأن الاستهتار والإهمال قد يوصلنا إلى مراحل لا تحمد عقباها، وقد يُصبح لبنان إيطاليا ثانية.
نتائج الفحوصات غير دقيقة؟
من جهة أخرى، وعمّا تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الايام القليلة الماضية حول الخطأ الذي اقترفته إحدى المستشفيات الحكومية بإبلاغ امرأة أن نتيجة اختبار كورونا جاءت إيجابية في حين أنها لم تخضع فعليًا للاختبار، فقد جزم مدير عام مستشفى الحريري أن هذا الأمر لم يحصل في مستشفاه، واضعًا كل ما قيل في إطار الشائعات، خصوصًا أن مهمّة إبلاغ المصابين بنتائج الفحوصات التي تجرى في المستشفيات الحكومية، هي من وزارة الصحة العامة تتولى وليست مسؤولية المستشفى.
من هنا دعا الأبيض كل من يقوم بإطلاق هكذا أخبار مزيفة وغير صحيحة التوقف عن هذا الأمر خصوصًا في هذه الأوقات العصيبة والحرجة التي يمر بها لبنان واللبنانيين، اذ لا ينقص الشعب أخبارًا تزيد الطين بلة وتساهم في زرع الخوف والقلق، داعيًا بالمقابل في حال كان الخبر صحيحًا، أن يقوم من نشره بذكر اسم المستشفى والمريض الذي حصل معه هذا الموقف للتحقيق بصحّة الأمر واتخاذ الاجراءات اللازمة بحقه.
إذًا، سيناريو إيطاليا ليس بعيدًا عن لبنان إذا بقى الاستهتار سيّد الموقف، وبالتالي فعلى الجميع تحمّل المسؤولية كي لا ينزلق البلد في المجهول ويصل إلى مراحل لا تُحمد عقباها، اذ لا ينقص لبنان مصيبة جديدة، فوق مصائبه الدائمة اللامتناهية.
ياسمين بوذياب