تغييب القنيطرة المتعمد من خريطة سوريا يثير موجة استنكار

في خطوة أثارت موجة من الغضب والاستنكار، نشرت إحدى الصحف التابعة لإعلام سلطة الأمر الواقع، خريطة لسوريا خلت تماماً من محافظة القنيطرة، لا اسماً ولا رسماً، في تجاهل صارخ للواقع الجغرافي والسياسي للبلاد.
الخريطة التي ظهرت في عدد الصحيفة الأخير، والتي يُفترض أنها تمثل “الجمهورية العربية السورية”، أثارت تساؤلات واسعة حول النوايا الحقيقية وراء هذا التغييب المتعمد لمحافظة القنيطرة، الواقعة جنوب غرب البلاد، والتي تمثل رمزاً وطنياً للمقاومة والصمود منذ عقود.
اللافت أن هذا التجاهل الجغرافي جاء بعد أيام فقط من تصريحات لوزارة الداخلية التابعة لسلطة الأمر الواقع، تضمنت مواقف تتحدث عن “السيادة” و”الكرامة الوطنية” و”الحرية”، ما اعتبره مراقبون تناقضاً فاضحاً بين الخطاب الإعلامي والممارسات الفعلية.
وقد عبّر ناشطون ومواطنون سوريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن استيائهم من هذا “الطمس المتعمد”، معتبرين أن تغييب القنيطرة من الخريطة هو إهانة لتاريخها وتضحيات أبنائها، وتأكيد على أن هذه الجهات لا تمثل تطلعات السوريين ولا تحترم وحدة البلاد.
وكتب أحد النشطاء: “من يتجاهل القنيطرة اليوم، قد يتجاهل غداً حلب أو دير الزور أو أي محافظة أخرى. هذا ليس مجرد خطأ مطبعي، بل نهج خطير”.
ويرى محللون أن حذف القنيطرة من الخريطة قد لا يكون مجرد سهو، بل يحمل رسائل سياسية مبطنة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والدولية المتعلقة بالجولان المحتل، حيث تقع القنيطرة. ويخشى البعض من أن يكون هذا التغييب تمهيداً لتنازلات أو مواقف تتعارض مع الثوابت الوطنية.
يأتي ذلك في وقت تتحدث فيه هذه الجهات عن “الكرامة” و”السيادة”، تأتي مثل هذه التصرفات لتكشف عن ازدواجية الخطاب وغياب الالتزام الحقيقي بوحدة سوريا أرضاً وشعباً. فالوطن لا يُختزل بخطاب إعلامي، بل يُصان بالاعتراف الكامل بكل شبر من ترابه، وبالوفاء لتضحيات أبنائه.



