
في احتفالية مجلس سوريا الديمقراطية بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسه في الحسكة، وقف الجنرال مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، ليرسم معالم طريق واضح ومغاير.
طريق يرفض بشكل قاطع أن يكون امتداداً أو تطويعاً لأي رؤية خارجية، خاصة رؤية سلطة الجولاني.
بداية، هنأ الجنرال الشعب السوري بما وصفه “سقوط نظام البعث”، مؤكداً أن هذا التحول جاء نتيجة نضال طويل، وليس فرضاً من قوة خارجية أو إرادة فردية.
كانت هذه الإشارة أولى الدلالات على رفضه لمنطق الهيمنة الفردية أو المناطقية على مصير سوريا.
جاءت الرسالة المركزية حاسمة: اتفاقية العاشر من آذار هي الأساس الوحيد المقبول لسوريا الجديدة.
في هذا التصريح، كان هناك تمييز واضح بين مشروع سياسي-مجتمعي متكامل يتفق عليه أطراف وطنيون، وبين مشاريع أحادية تفرض بقوة السلاح أو الأيدولوجيا، كمشروع الجولاني.
أكد عبدي التزام قواته الكامل بهذا الاتفاق في شمال وشرق سوريا، معتبراً إياه الخارطة الوحيدة الشرعية للمرحلة المقبلة.
لم يكتفِي عبدي بتقديم رؤيته ، بل أشار إلى تقدم ملموس على الأرض ، خاصة في المجالين العسكري والأمني، ووعد بإتمام الدمج العسكري والأمني قبل نهاية العام كـ”بشارة للشعب”.
هذا الإنجاز الميداني المقصود به ترجمة عملية لرؤيته، في مقابل النموذج الأمني الأحادي الذي تحاول فرضه سلطة الأمرالواقع التي يترأسها الجولاني.
كما لاحظ تغيراً في مواقف الدول المجاورة، مشيراً إلى أنها “لا تعادينا كما في السابق”.
هذه النقطة تضع مشروعه في إطار تفاعلي مع المحيط الإقليمي، بخلاف نموذج الجولاني الذي ارتكب مجازر إرهابية بحق مكونات الشعب السوري.
حدد عبدي رؤيته الإدارية بشكل لا لبس فيه: نظام لا مركزي تدير فيه محافظات الرقة ودير الزور والحسكة شؤونها بنفسها، مع ضمان حقوق جميع المكونات. هذا الطرح يقف على النقيض التام من النموذج الإداري الأحادي والقمعي الذي تحاول أن تفرضه سلطة الجولاني ، والذي لا يعترف بالتنوع ويسحق أي صوت مخالف.
ختم بالإشارة إلى العمل على جبهات إدارية واقتصادية أخرى، مؤكداً شمولية مشروعه الذي لا يقتصر على البعد العسكري.
خطاب الجنرال مظلوم عبدي كان أكثر من كلمات في احتفال.
كان إعلاناً صريحاً عن رفض القبول بوصاية أي طرف ، وخاصة رؤية الجولاني، على مستقبل سوريا. ك
ان تأكيداً على وجود مشروع بديل، مؤسسي وتوافقي، يرسم ملامح المرحلة القادمة: الالتزام باتفاق آذار، إنجاز الدمج العسكري والأمني، وبناء سوريا جديدة على أساس اللامركزية والتنوع.
رسالة واضحة مفادها: الحل لن يُفرض من الجولاني ، بل سينبع من رؤية أبناء المناطق أنفسهم.



